12 سبتمبر 2025
تسجيلمن سعد حظ البعض من الناس أن يتم تَعيينهم في أماكن تُقضى فيها حوائج الناس أضف إلى ذلك كل الخَيّرين الذين نذروا أنفسهم في الحياة الدنيا لخدمة الناس بدون مقابل لوجه الله الجليل، وهدفهم الأسمى هو أجر الآخرة وهو الجزاء الأوفى من الله لمثل هذه الأعمال الجليلة والعظيمة التي يختص الله بها من يشاء من عباده. وكم يكون جميلاً إذا خلت أنفس هؤلاء من صفة الحسد، هذه الصفة البغيضة وكم يكون أجمل إذا قدمت طلباً ويتم الرد عليك وألا تُترك مُنتظراً إلى ما لا نهاية، وكم هو عظيم إذا لم يكُن لهؤلاء عدة مكاييل يكيلون بها وكان مكيالهم واحدا مع الجميع ولا يرجحون كفة على كفة. وإذا رأيت في الدول مثل هذه الأماكن الخيَّرة فهو يدل بما لا يدعو مجالاً للشك بخيرية هذه الدول واحساس قادتها المرهف اتجاه مواطنيها عندما يتحسسون حوائجهم ويأمرون بقضائها أو التخفيف من آثارها بقدر المستطاع، ومثل هذه الأعمال الحسنة تكون سببا في زيادة الخير وتحل البركة في ربوع هذه الدول ويحفظ الله أمنها واستقرارها ويعتبر ذلك من مقاييس العدل وإرساء قواعده الحقيقية واشاعته بين الناس، كذلك قد يكون سببا في حفظ صحة من أمر بذلك وتدفع البلاء عنه وعن ذريته بأمر الله وزيادة محبته في قلوب الناس، وكم تسوى عندما تنهال عليك تلك الدعوات الطيبة تتمنى لك طول العمر لكي يستمر هذا العطاء الخير حتى ولو كان أمر العمر محسوماً بطوله أو قصره في اللوح المحفوظ، لكن يفعل الله ما يشاء، وكم من بلاء في طريقه إليك أو إلى أحد من أهلك يصده الله عنك بحُسن عملك، وقد يستهين بعض البشر من الاشرار بمثل هذه الأمور الجَليلة أو يستهزئون بها أو بمن يقوم بها أو يقللون من شأنها وهي والله سبب للبركة واتساع الرزق وفي النهاية دخول الجنة بإذن الله وأخر الكلام نقول كما قال الشاعر: يجود علينا الخيَّرون بمالهم... ونحن بمال الخيّرين نجودُ