20 سبتمبر 2025

تسجيل

إرادة المجتمع الدولي الغائبة

02 أكتوبر 2016

لا يزال المجتمع الدولي يقف عاجزا بشكل مخزٍ، أمام عمليات الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في عموم سوريا ، وخصوصا في حلب التي يحاصر سكانها ويقصفون جوا بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، وحتى تلك المحرمة دوليا. المئات من المدنيين الأبرياء وبينهم أطفال ونساء وشيوخ قتلوا في تلك الغارات الوحشية التي تقودها روسيا وهي دولة عظمى يفترض أنها أحد رعاة السلم والأمن الدوليين بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 391 مدنياً، بينهم 114 طفلاً، و54 سيدة بغارات شنتها الطائرات الروسية وحدها، من إجمالي 1176 مدنياً قتلوا خلال شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.والأسوأ من كل هذا الإجرام الذي تقف خلفه روسيا والنظام القمعي في سوريا، هو ما فضحته الأزمة في سوريا ، من انتهازية القوى الكبرى وأنانيتها وازدواجية معاييرها، وعجز مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة عن الاضطلاع بدورها كما رسم لها حين تأسيسها ووضع ميثاقها الذي يكلف مجلس الامن بمهام حفظ الأمن والسلم الدوليين. ما فضحته الأزمة السورية، والمجازر التي ارتكبت ولا تزال ترتكب بحق المدنيين هناك، هو الحاجة إلى ترتيبات عالمية جديدة، بما في ذلك إعادة هيكلة وصياغة مؤسسات المجتمع الدولي على أسس جديدة، تعبر بأفضل شكل ممكن عن الموقف الجمعي للإرادة الدولية وتحفظ، بحق، الأمن والسلم والاستقرار في العالم كله، لخير الإنسانية والبشرية جمعاء.