14 سبتمبر 2025
تسجيلفي حياتنا نرى كثيرا من الصور والأمثلة التي تجعلنا نتوقف عندها ونتساءل.. ما السر في هذه الفروقات، وما الذي يصنع الاختلاف في ردود الأفعال وفي القناعات.على سبيل المثال، قد يعمل رجلان في وظيفة واحدة وبنفس المكان، فتجد أحدهم متذمراً شاكياً مكتئباً ودائم الاعتراض، والآخر مبتسماً وممتناً وشاكراً لله، سعيداً بما يعمله وكأن هناك فرقاً بينهما. وقد ترى مريضاً يعاني من مرض فيموت كل يوم من الشكوى والاعتراض والاستسلام، فتراه لا يتوقف عن التسخط والتشكي، بينما قد يعاني آخر من نفس المرض وهو صابر وراض بما قسمه الله تعالى له، فكل يوم يستيقظ فيه وهو قادر على مواصلة الحياة يشعر أنه هبة من الله تعالى، ونعمة لا بد أن يشكر الله عليها، وبكل حب يتبادله مع من حوله يعيش كل أيامه. أو قد ترى امرأة متزوجة قد رزقها الله بالأولاد، ولكن لا تتوقف عن الشكوى وسرد معاناتها اليومية معهم، بينما ترى أخرى بنفس ظروفها، ولكنها دائمة الابتسامة والسعادة لا تفارقها، فهي تعي جيداً أنها بنعمة عظيمة وغيرها قد حرم منها، فلا بد أن تدرك قيمة هذه المنحة الرائعة. والكثير من الصور التي تحيط بنا.إن الفرق في هذه الصور هو تلك القوى الداخلية التي تنبع من نفوسنا القادرة على تفجير السعادة وغمر أرواحنا بالرضا وشعورنا بقيمة كل نعمة نمتلكها في الوقت المناسب أي قبل فقدها، فما يجهله كثير من الناس أن كل واحد منا لو نظر بعمق إلى نعم الله تعالى عليه في جسده من سمع وبصر وجسد سليم وغير ذلك من النعم التي لا تعد ولا تحصى، لو نظر إليها بتمعن لأدرك حقيقة السعادة التي يعيشها من الداخل، ولو تمعن بما حوله لأدرك أن البيت الذي يؤيه مهما كان صغيراً والأهل والأحبة والأصدقاء المحيطون به والسيارة التي تقله والطعام والشراب الذي يمتلكه وكل ما سخره الله له هو نعمة عظيمة لا بد أن يشكر الله عليها وأن تكون دافعاً قوياً لتفجير ينابيع السعادة في أعماقه.