14 سبتمبر 2025
تسجيلهل ضاعت البوصلة ولم نعد نعرف جادة الطريق، هل اختلط الحابل بالنابل وأصبنا بعمى الألوان ولم نعد نفرق بين الحبل الأبيض والأسود حتى في وضح النهار؟ كيف عاد العسكر ورجال الفساد في النظام السابق إلى الحكم وبرغبة عارمة، كيف انقلبنا على مطالب تفعيل المشاركة الشعبية وصناديق الاقتراع ورغبات الثورة العادلة التي آمن بها الجميع بلا استثناء، هل نبرر لأنفسنا (الخطيئة) في أن نطعن الديمقراطية في ظهرها وندوس عليها بأقدامنا إذا جلبت إلى السلطة شخوصا قامت بممارسة مجموعة من (الأخطاء)؟ وهل سيتغير المسار إلى الأفضل في المستقبل القريب! الأمر الواضح ان بعد ثلاث سنوات من انطلاق قطار التغيير تبدلت وتحولت وتغيرت مطالب الثورة وتكاد تضيع دماء الثور هدرا؟! الثورة المضادة حققت ما عجزت عن تحقيقه الدول العظمى، وأموال النفط ساهمت في الانتصار في بداية المشوار والتحول والوصول الى الخسارة في نهايته؟!اختلفنا حول الصراع والأزمة والأوضاع في مصر وتونس واليمن، والخوف رغم كل المجازر والقتل وسيل الدماء الجارف الذي يجري على الأرض السورية ان تفقد الثورة مشروعية قيامها ونحن نتحدث اليوم عن الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن نزع الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد وليس اجباره على وقف القتل ضد المدنيين من نساء وأطفال. لقد تحولت المسألة، كما ذكر بيان التجمع الثوري السوري، الى لعبة لحماية مصالح الدول الكبرى الاستراتيجية ومصالح اسرائيل بدون حياء أو خجل.هل الثورة في سوريا عنيفة وقد تسقط ثمرتها في يد المتطرفين والمتشددين والارهابيين كما يطلق عليهم الأسد ووسائل الإعلام العربية الموالية له؟. المثقف السوري اليساري صادق جلال العظم يرفض وضع عنف الثورة في موازاة عنف النظام «المساواة الشكلية بين العنفين تعني انكار حق الشعب السوري وغير السوري في الثورة على القهر والاستبداد اللذين تحملهما طويلاً». ويشير أن الشرخ الراهن بين مكوِّنات الشعب السوري «طفا على السطح من قبيل عودة المكبوت تاريخياً»، مشدداً على ان «التمايزات العادية والفوارق الطبيعية» في سورية «عوملت بالانكار وعولجت بالكبت والتسييس الخبيث على مدى سنوات طويلة». في المقابل يبدو انه في الاختبارات الاخلاقية يسقط الكثير في مستنقع الهاوية في العالم العربي ومنهم من يطالب اليوم الأسد بترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى؟!