11 سبتمبر 2025

تسجيل

من أجل تالا

02 أكتوبر 2012

الطبيعي ان يكون لكل فعل ردة فعل، وإن تكون لكل خطوة نتيجة وإن لم تكن متوقعة، فهو ما يدل على أن ما نقوم به قد أكرمنا بثماره التي يحق لنا بأن نقبلها أو نفرضها فيما بعد، ومن الطبيعي أيضا أن نُعيد فتح ملفات قديمة لم تغلق بعد؛ لأنها متجددة تطل وبكل مرة بجديد يزيد من تعقيداتها، ومعقدة جداً يزيد عليها ذلك غياب الحلول الناجعة من المقام الأول، إضافة إلى التسليم للفشل بالمحاولات الأولى التي تظل (حبيسة المهد) دون أن تأخذ نصيبها من التجربة الحقيقية، وهو تماماً ما يجعلنا نعود إليكم بملفات قديمة مستمرة حتى وقتنا الحالي، لا جديد عليها سواها حقيقة أن الأوضاع وللأسف تتعقد، وكل ما تحتاجه منا هو العودة إليها؛ لمناقشتها في سبيل الخروج بحل وإن لم يتمكن من بلوغ درجة المثالية إلا أنه سيسعد بظهوره على الساحة وذلك؛ لأنها لازالت تشغل بال المجتمع، ولازال هناك من يعاني منها، وهي تلك التي امتدت منذ البداية، واستمرت حتى هذه اللحظات لتلك الأسباب التي دُكرت، وهي ومن جديد تلك التي تؤكد بأنها لم تجد حلاً ناجعاً يصفعها؛ ليقضي على جبروتها وتكبرها منذ البداية. إن الملف الذي أود طرحه اليوم يخص (الخدم) الذين نستعين بهم؛ لنعينهم على توفير قوتهم في الحياة، وذلك بتقديم العون لنا وفي المقابل، أي أن الأمر يتطلب (موافقة تامة) بيننا؛ كي تُنجز المهمة، دون أن يظلم الطرف الأول الثاني أو العكس، فالحقوق محفوظة بعون الله، حتى وإن وقع الظلم؛ لتواجد القانون الذي سيوفر الحماية ويحقق العدالة، لكن أن تؤخذ الحقوق باليد وكأننا في غابة لا يحكمها إلا قانونها الذي يقبل ذلك ولا يرفضه، دون التوقف عند حقيقة وجود العدالة الأكبر ألا وهي (العدالة الإلهية) التي ستعيد الحقوق إلى أهلها متى تمكن أحد الأطراف المعنية من التملص منها، فلاشك بأنه ما لا يمكن بأن يُعرف سوى بـ (جريمة) تستحق العقاب الصارم، الذي سيقطع الطريق على المجرم الذي سبق له وأن ارتكب هذه الجريمة وعلى غيره ممن يرغب بسلك مسلكه، تماماً كما حدث والكثير من القصص الواقعية من حيث انها قد أخذت حيزها من الواقع، وليست كذلك من حيث انها غريبة عجيبة لا يصدقها أي عقل، بحكم أنها تقع بين المخدوم والخادم لأسباب مختلفة تبرر للطرف الأخير أخذ حقه وبيده أحياناً من كبد الطرف الأول، فيُسدل الستار على نهاية مأساوية مفجعة ضحيتها تلك المدعوة (براءة). إن ملف الخدم لا ينتهي ولا يمكن بأن يكون لنا ذلك حتى نجد حلولاً جدية تؤخذ بعين الاعتبار (لا) أن نجد حلولاً تثير فوضى عنيفة فترفع الدنيا وتضعها أرضاً ومن ثم تعود وبكل صمت وخجل من حيث جاءت، فنخرج كما دخلنا تجرنا خيبة الأمل وقلة العمل، وهو ما يحدث معنا كثيراً وللأسف وذلك؛ لأن الحلول التي يمكن بأن تطل لا تتناسب وجميع الصفوف التي تحمل بينها الإنسان البسيط العادي، الذي يحتاج لمن يأخذ برأيه ويدرك وجهة نظره، قبل أن يُحسم الأمر فيخرج منه قبل أن يدخل. إن ما نحتاجه لابد وأن يتحقق الآن وقبل أن تتفاقم الأمور أكثر، وتصل لمرحلة لا حد لها، والسبب الذي دفعنا؛ لطرحه من جديد، هو أننا لم نحصد شيئاً بعد، والدليل على ذلك هو أني قد ناقشت موضوع (الخدم) من خلال هذا العمود منذ أعوام تماماً كما فعل غيري، وها قد عدنا من جديد؛ لنناقشه وكأن حديث الأمس قد رحل مع الأمس، وجاء اليوم؛ ليبحث عن الحل من جديد. لا يخفى عن المجتمع كله ما يحدث في كل بيت يضم بين أفراده من الخدم ما يضم، وبالتأكيد لن تختفي تلك الآثار المؤلمة التي خلفتها صور الضحايا التي اغتصبت براءتها رغبات ونزعات لا يمكن بأن تُترجم يوماً، تماماً كما حدث والطفلة المغدورة (تالا الشهري) رحمة الله عليها وعلى قلب كل من شغلت قلبه، الطفلة التي لم تكن سوى صفحة بيضاء لم تعرف من الكلمات سواها (الطفولة)، ولكن حياتها قد سُلبت بسبب خادمة لا يمكن بأن تُبرر أسبابها أياً كانت (فعلتها الوحشية) التي لا تمت للإنسانية بصلة. إن ما حدث لتالا وفي هذا الوقت تحديداً قد جعلنا نفكر وبشكل مضاعف بهذه الأزمة التي يخلقها بعض الخدم ممن يغيب عنهم الوازع الديني، وتغيب عنهم الإنسانية؛ ليقدموا على جرائم بشعة تمزق القلب وتعبث به، فكم من أم عاملة تعمل من أجل أبنائها؛ لتوفر لهم كل ما يحتاجونه، وتضعهم مجبورة كل صباح أمانة بيد من ترجو منه الأمانة، ولكنها لا تدري إن كان يتمتع بها أم لا؟ كلمة أخيرة تالا طفلة ترمز لكل الأطفال الذين كنا ومازلنا نخشى عليهم من بعض الخدم الذين يعيشون بيننا ومعنا غير أنهم ليسوا منا، ولكننا وللأسف ولحاجة تدعونا إليهم نسلمهم أطفالنا الذين يمكن بأن ندعوهم بـ (تالا)، مما يعني أن تالا قد صارت رمزاً سنرمز به إلى كل الأطفال الذين نحبهم ونخاف عليهم ونريد لهم كل الخير؛ لذا فلنعمل وبكل جهد؛ كي نحافظ على تالا.