29 أكتوبر 2025
تسجيلالهواجس والمخاوف تبلغ ذروتها مع استمرارية تدفق هذا الزخم الهائل من الصور والفيديوهات من قبل التنظيمات الإرهابية المتطرفة، التي تظهر كيف يتم قتل الأبرياء بدم بارد من أناس يرفعون راية الإسلام ويكبرون ويهللون قبل نحر الضحايا أو إحراقهم أو إغراقهم أحياء في مشهد تعجز هوليود عن مجاراته، وفي صورة وحشية همجية بربرية دموية لا يردعها الدين ولا الأخلاق أو الضمير. تكمن الإشكالية أن هذه المنظمات ترتكز على مضامين دينية تم اجتزاؤها من سياقها لكي تسوغ أفعالها وتجتذب أتباعا جددا، والمحصلة أن يتحول الدين إلى عامل منفر وآلة قتل و كل من ينتسب إليه يصبح في موضع شك وريبة وهاجس، ويظل دائما في موقف الدفاع والتبرير في محاولة يائسة لرد الاتهامات والهجمات التي يتعرض لها من كل مكان يذهب إليه. المتطرفون والعنصريون بدورهم وجدوا ضالتهم و باتوا يضيقون ذرعا من تواجد العرب والمسلمين في أراضيهم ويعبرون عن ذلك بكل أريحية، وحتى خطابات الكراهية والعنصرية أصبح لها أرضية خصبة، وتحظى بالمروجين والمصفقين وتلاقي ترحيبا كبيرا من قطاع واسع في المجتمع الغربي وفي وسائل الإعلام المختلفة. حصيلة التطرف والإرهاب جعلت من الصعوبة التعاطف مع القضايا الإنسانية المستحقة للعرب والمسلمين. ما هي مبررات كل هذا التطرف والعنف الدموي الفاجر؟ وكيف يتم التسويغ له بكل سهولة ويسر في مجتمعات الخليج العالم العربي ومن مسلمين يعيشون في أوروبا وأمريكا وآسيا، ويجد آذاناً صاغية وأتباعاً وروّاداً وقنابل بشرية؟! وكيف نفسر انضمام أفراد من الجيل الثاني للعرب والمسلمين الغربيين، الذين ولدوا في المجتمعات الغربية وترعرعوا وتلقوا تعليمهم فيها، للتنظيمات التكفيرية الإرهابية. الأكيد أن القاعدة و داعش والنصرة وعصائب الحق وأبو الفضل العباس وجيش المهدي وفيلق بدر فتحوا أبواب الجحيم على مصاريعها وقد تحتاج المنطقة لسنوات طويلة لكي تصحح صورتها مقابل هواجس (الإسلاموفوبيا).