13 سبتمبر 2025

تسجيل

الدوري: بين التَّماهي والانطلاقِ والتَّذبذبِ

02 سبتمبر 2014

توجدُ في علمِ النَّفسِ حالةٌ تُسمَّى التَّماهي، ويُقصدُ بها أنْ يَتَقَـمَصَ الشخصُ جانباً أو خاصيةً أو صفةً من شخصٍ آخر. ويبدو أنَّها ليست مقصورةً على البشرِ، إذ أثبتتْ بعضُ أنديتِنا أنها مُصابةٌ بها، فهي تَـتَقَمَّصُ أسوأ ما في أنديةٍ أخرى انحدرَ مستواها الفنيُّ بسببِ التخبطاتِ الإداريةِ، وعدم الاهتمامِ بالإعدادِ النفسيِّ للاعبينَ في مواسمَ سابقةٍ، وتُعيدُ بذلك تمثيلَ نفسَ مشاهدِ مسلسلاتِ التراجعِ التي سبقَ للآخرين تمثيلِـها. الخور وقطر، انطلقا في الدوري بحالةٍ شَبَحِـيَّـةٍ، ففريقاهما خاضا مباراتَينِ انتهتا بنتائجَ كارثية، جعلتنا نرى أشباحَ لاعبينَ غير قادرينَ على إثباتِ وجودِهِم والقولُ للأنديةِ الأخرى إنهم قادرون على الـمنافسةِ. فالخور خسر بنتيجة 3 - 1 أمام العربي، ثم 3 - 0 أمام لخويا. وقطر خسر بنتيجة 5 - 0 أمام لخويا، ثم 3 - 1 أمام الأهلي. والنتائجُ تُشير إلى أنَّ الإدارةَ والجهازَ الفنيَّ لم يُعْـنَيا بالإعدادِ النفسيِّ للاعبينَ، ولا بقراءةِ كفاءاتِـهِم ومهاراتِـهِـم ليمكنَ توظيفُهُـم بصورةٍ جيدةٍ.من جهةٍ أخرى، استطاعَ الأهلي إثباتَ أنَّ حالةَ النهوضِ في الـموسمِ الـماضي لم تكنْ صحوةً عابرةً، فالفوزُ على السيلية بنتيجةِ 4 - 1، وعلى قطر 3 - 1 يرسلُ إشاراتِ تَحَـدٍّ للفرقِ الأخرى تدفعُها للاستعدادِ النفسيِّ والبدنيِّ لـمواجهَتِـهِ. وكذلك الحال نسبياً للعربي الذي يحاول نَفْضَ غبارِ التراجعِ في الـموسمِ الـماضي عنهُ، فقدم مباراتينِ جيدتينِِ، فاز في أولاهما على الخور 3 -1 وتعادل في الثانية مع الغرافة 2 - 2. وبالطبعِ، فإنَّ الحُكمَ على العربي لا يكون إلا بعد متابعة أدائِـهِ في القسم الثاني من الدوري.الأمر اللافت للنظرِ هو نادي الجيش ذي الأداء غير الـمُقنعِ والذي لا يتناسبُ مع فريقِـهِ الـمدجَّجِ بالنجوم من أعمدة المنتخب، والإمكاناتِ التي تجعلُ من تذبذبِ أدائِـهِ خللاً لابد لإدارتِهِ أنْ تُعنى به حتى يضْـعَ الفريق بَصمتِـهِ في الـموسمِ الحالي.كلمةٌ أخيرةٌ:غيابُ الريانِ وأمتِـهِ عن الدوري له أثرٌ واضحٌ في ملاعبِنا، إلا أنَّ انطلاقةَ الأهلي والعربي تبعث فينا الأملَ لسَـدِّ جانبٍ من الفراغِ الجماهيريِّ، رغم أنَّ تحقيقَ ذلك لن يُعوِّضَ الروحَ التي كانت تبعثها الأمةُ الريانيةُ في الـملاعب.