19 سبتمبر 2025

تسجيل

356 (العودة إلى المدارس) (1)

02 سبتمبر 2014

الحياة مدرسة كبيرة تجمع فيها كل من يطلب العلم؛ لتقدمه له من خلال دروسها، التي قد تكون هينة لينة، أو قاسية صلبة، وهو ما لا يهم بقدر ما يهم التحصيل الذي سيحصده ويحصل عليه المُطالب به؛ ليضيفه إلى سلسلة خبراته الحياتية، التي ستضاعف من حجمه، وسترفع من قدره ومكانته، ووحده من يُجيد توظيف تلك الخبرات وعلى خير وجه من سيتمكن من الارتقاء بذاته حتى ليبلغ أعلى المراتب التي لن يصل إليها بسهولة، ولكن بجد سيحقق له ذلك وأكثر متى أدرك كيفية (التمسك بهدفه)، الذي يعتمد تواجده على رغبته بتحديده، فهو ما سيُمكنه بعد ذلك من تحديد المسار الأنسب؛ لسلكه ومن ثم بلوغه لذاك المُراد، الذي لطالما خطط للحصول عليه، والحق أن خوض مثل هذا الحديث لا يعتمد على فصل دون غيره من فصول السنة، ولكنه ما يمكن بأن نطبقه على كل الفصول، فطلب العلم لا يرتبط بها بل بنا نحن، وبمدى حرصنا على تلقي المزيد مما سيُغيرنا دون شك والأمل بأن يكون للأفضل (اللهم آمين).تشهد هذه الفترة الأخيرة تواجد هذه الكلمات وبقوة (العودة إلى المدارس) في كل مكان؛ كي تروج كل جهة منتجها الخاص، الذي يحتاجه الطالب في عامه الدراسي الجديد، وهو كل ما سيُحضِره؛ ليُحضر به نفسه بطريقة تُترجم استعداده لخوض عام جديد يحمل بين طياته كل جديد، وهو ما تهرع كل أسرة نحوه؛ كي توفره وبكل حب؛ ظناً من بعض أفرادها أنه ما يهم؛ لنجاح (العملية التعليمية)، التي لا تعتمد في نجاحها فقط على تلك الحاجيات المُدرجة تحت خانة (الكماليات)، بل على تلك الأمور التي تُعرف بـ (الأساسيات) وللأسف منا من لا يلتفت إليها؛ لاعتقاده بأنها دون قيمة تُذكر رغم أنها تعني الكثير، وما لكم من حق علينا يُجبرنا على الالتزام بما علينا من واجبات اتجاهكم؛ لتعريفكم ببعض الأساسيات التي نتحدث عنها وسنطرحها لكم من خلال تقديم بعض النصائح الموجهة لكل من يحتاج إليها، وسنلقي الضوء عليها في هذه المرة وفي المرة القادمة إن شاء الله؛ كي نحظى بعام دراسي يتميز عن كل ما سبقه:1 — الاجتماع بالطالب من أجل تهيئته للعام الدراسي الجديد، وتشجيعه على خوض تجربة جديدة رائعة تعتمد روعتها على مرونته، وقدرته على التعاطي مع كل ما سيمر به خلال العام خطوة ضرورية لابد وأن تكون له من قِبل المسؤول عنه، فخوض هذه التجربة دون هذه التهيئة ستبث في رأسه رسالة خاطئة يكشف مضمونها عن الاستخفاف التام بأهمية الدراسة، ويكسر من قيمتها؛ لتصبح وكأنها مجرد حاجة ثانوية يمكن بأن تقوم الحياة دونها.2 — توجيه الطالب وتعليمه معنى الواجب والحق، مع التركيز على حقيقة أن الالتزام بالواجبات يضمن الحقوق؛ كي يدرك بأنه ومن قبل أن يُطالب بما له يجدر به تسليم ما عليه.3 — تجديد غرس ثقافة التسامح؛ للتباهي بالأخلاق الحميدة التي تترجم أخلاقيات الأسرة، والتي تعتمد عليها قبل أي طرف آخر لا يمكن بأن يتولى هذه المهمة، فالأسرة هي المصدر الأساسي للأخلاقيات الواجب غرسها في الطالب وليس العكس.4 — التأكيد على ضرورة اعتماد لغة الحوار، والمناقشة الجادة التي تُضاعف من حجم ثقة الطالب بنفسه، وتسمح له بالتعبير عن رأيه أكثر دون أن ينتابه الخوف ويتناوب عليه؛ ليصبح وكنتيجة سلبية مُشككاً لقدراته التي يتمتع بها وتحتاج منه إلى ثقة عالية جداً ستتوافر له متى وجد من يُشعلها في داخله.وماذا بعد؟أيها الأحبة لاشك هناك الكثير من النصائح التي يمكن بأن نطرحها ونقدمها لكم، خاصة وأنها تلك التي ستساهم بجعل العام الدراسي أكثر تألقاً للجميع، ولكن تقف المساحة المسموح بها حاجزاً أمام تحقيق ذلك (وإن كان ذلك بشكل مؤقت)، لن يدوم إذ سرعان ما ستنفك عقدته بحلول الأسبوع القادم مع مساحة جديدة ستسمح بتقديم المزيد إن شاء الله، وحتى حين يكفي بأن تتفرغوا؛ للتركيز على هذه النصائح التي سبق وأن ذكرتها لكم؛ كي تعتمدوها على أرض الواقع في سبيل تقديم هدية أكثر أهمية من كل ما يمكن بأن تتقدموا به لفلذات أكبادكم. وأخيراً: كل عام وأنتم بخير، وليوفق الله الجميع.