17 سبتمبر 2025

تسجيل

امنعوا العاريات

02 سبتمبر 2012

مرت تهز ما تستطيع هزه من جسدها الغض المصبوب في قالب أنثوي مثير وهي تتفاخر بساقيها الحلبيين المكشوف أغلبهما تحت تنورة من الستان الزهري الناعم والأعين تتابع خطواتها المتمايلة في رقة، واللهاث الذكوري الفطري يعلو ويهبط في صدور أثارها هذا المنظر غير المألوف في مجتمع لم يعرف إلا السواد ستراً لعقود طويلة، مرت دون أن تلتفت لسيل اللعاب الذي سال خلفها يتبعها، لا أشك وبغريزة أنثوية إدراكها أنها محط الاهتمام ولا أشك أنها كانت تستمتع بذلك جداً ولو لم تبديه علناً، تهاوت على أحد الكراسي الفارغة الذي بدا وكأنه ينتظرها، بأنوثة طاغية طبقت ساقيها على بعضهما لينكشف ما بقي من المستور، وليتحول الذكور من حولها إلى ذئاب بشرية كلٍ يريد أن يقضم قضمته منها، تأملت للحظات هذا المنظر المثير للاهتمام وأنا أتابع ردود أفعال المتناثرين حولها وليتني استطعت دس وجهي في كتابي ولم أشهد كيف تنحدر الرجولة في لحظة ضعف خلف حسناء لا مبالية، بثت في دقائق بسيطة ثقافتها الحياتية لتضرب أوتادها العتيدة في أعماق المجتمع المحافظ وتترك بصمتها في نفوس الحاضرين بلا جهد يُذكر، فكرت، هل أستطيع أن ألومهم؟ أو حتى أن أغضب منهم وهم بشر يتعاملون مع الحياة بفطرتهم التي جبلهم عليها الله!، عندما نضع الماء على الزيت الساخن علينا أن نتوقع الحرائق والإصابات والآثار والأضرار، عندما نفتح الفيز ونقبل باستقدام الحمراء والسمراء والصفراء علينا أن نعرف تأثير وجودهن بيننا. في بعض دول الغرب تحارب المتحجبة وتمنع من التعليم والعمل وتفتش في المطارات من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها باحترام وبدون احترام، بينما نحن وبأخلاقنا الإسلامية الجميلة نرحب ونبتسم، في الغرب المحجبة نتاج إرهابي مستور لابد أن يُحارب وعندنا المتحررة ذات الساقين والبطن والصدر المكشوف نتاج حضاري علينا أن نحتضنه بالترحاب كي نتعلم منه كيف الرقي والديمقراطية والفكر الحر! ما أجهلنا! وما أفظع ما نرتكب في حق ديننا وشبابنا وثقافتنا! وما أظلمنا أمام رب العباد الذي يراقبنا بحلمه علينا والذي سيحاسبنا في الدنيا والآخرة وسيرسل علينا غضبه ذات يوم قادم لا محالة، كم أخاف هذا اليوم وكم أخشى أن ندفع ثمن التمدن باهظاً وأن نستفيق على صباح لم نعد نجد فيه أحد يشبهنا، لم يعد فيه السواد إلا رمزاً للتخلف والرجعية!! أتقولون أنني متشائمة، حسناً، نعم، أنا متشائمة وخائفة جداً أن أجد رفيقتي وشقيقتي وابنتي ستهز سيقانها علناً، أتعتقدون أن ذلك لن يحدث!! سيحدث كما حدث في دول مجاورة تشبهنا في ثقافتها وديانتها ولكنها سبقتنا بالتمدن حتى وقعت في فخ لم تكن تنتظره، وها هي الآن وبصحوة الخيرين من أبناء الأمة وبأصابع الندم التي تعض عليها تجاهد لتعيد شيئاً لن يعود في ظل الإعلام المفتوح والبلاد المفتوحة، وها هن بناتنا يضيقن ما يستطعنه من عباءاتهن وشبابنا يصاحبون الغربيات والآسيويات علناً، ألم تعد اللغة الانجليزية شرطاً أساسياً للدراسة والعمل؟!، أليست هذه بداية صغيرة؟!! ما رأيكم!! هل هي بداية استعمار؟ نعم هي كذلك، ولكن استعمار مبطن كما هو الاستثمار الغربي المبطن الذي يملك أرضنا ونفطنا دون واجهة علنية تشير عليه وعلى نواياه السرية في السيطرة علينا!، لا أعلم لماذا تذكرت صديقتي الأمريكية المعجبة بنقابي وبأسلوب حياتي المنغلق المنفتح، وما تكتبه عن جمال تميزنا واختلافنا وتساءلت كيف ستكون ردة فعلها بعد سنوات عندما تجد المتحجبة تكشف مفاتنها، وعندما تصبح عاداتنا العريقة والخاصة شبيهة بعاداتها!، هل سيموت انبهارها بخيبة أمل مروعة؟ لا أشك في ذلك أبداً. أي جيل نفكر بصنعه؟!! تحت هذا الانفتاح وهذه الضغوطات التي تتلاعب بالشباب وتحولهم تدريجياً إلى أعمدة تستقي استقامتها وثقافتها من أسلاك مشحونة بالخطر؟!!، من له المصلحة بتحويلنا إلى مسخ يأكل ويشرب ويتعلم ويبني ما ليس له؟!! من المسئول؟! لو حللنا سنجد أن هناك بوابات كثيرة يتسرب من تحت أعقابها الدخان المسموم وجميعها وُجدت من أجل التطور والاقتصاد، قد لا نعرف الإجابة بدقة ولكن هناك في السماء يقبع من لا تفوت عليه ذرة في الأرض والسماء وعندها لن تنفع الأماني. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. راقبوا الله فيما تفعلون قبل فوات الأوان، هل هناك أحد يسمع، لااااااااااا أعلم ولكن الله يسمع.