10 سبتمبر 2025

تسجيل

الجسد في غزة والقلب لدى الأسرى

02 أغسطس 2024

حينما هبت رياح "طوفان الأقصى" كان من أهدافها الأساسية تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي استخدم بكل وحشية كافة أساليب التعذيب ضد الأسرى والأسيرات دون أدنى مراعاة لأعمارهم الصغيرة والكبيرة وحالتهم الصحية فمنهم من يعاني من مرض السرطان وغيرها من الأمراض. وقضية تحرير الأسرى تعتبر من الثوابت الدينية والوطنية الفلسطينية فهي تمثل الخطوط الحمراء لدى المقاومة والتي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال، وتحريرهم واجب على المسلمين. عملت المقاومة بكل ما تمتلك من أعداد وعتاد؛ لتحقيق ذلك عملا بقوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]. هذه المعركة التي تدور بين الحق والباطل لا وسط بينهما بالمطلق، استخدم من خلالها الاحتلال الإسرائيلي كافة أنواع الأسلحة القديمة والحديثة منها التي صنفت دوليا بأنها محرمة. هذه الأسلحة التي دمرت أحياء كاملة في قطاع وأبادت عائلات محيت من السجل المدني. المجازر في غزة جعلت الاحتلال ينتهز فرصة جديدة في زيادة التنكيل والتعذيب والقتل على أجساد الأسرى وخاصة الأسرى الذين تم اعتقالهم مؤخرا من غزة خلال هذه الحرب. الحالة النفسية والجسدية التي يخرج بها الأسير تؤكد على قتل الاحتلال له نفسيا وصحيا وجسديا أي إبادته. معتقل "سان تيمان" الذي خصص لأسرى غزة كان بمثابة الإبادة الحقيقة فهو عبارة قفص معدني محاط بأسلاك شائكة في الصحراء يتم تكبيل أيادي الأسرى وعصب عيونهم في كل الأوقات فلا يسمح لهم بفكها حتى عند قضاء حاجته الأمر الذي أدى إلى بتر العديد منهم بسبب مواصلة التكبيل. والأوزان لأجسادهم الهزيلة سريعة النزول بسبب حرمانهم من الطعام والماء وما يقدم لهم فقط حتى يبقى لهم نفس لا أكثر من ذلك. سياسة الإهمال الطبي متعمدة فكثير من أسرى غزة تم اعتقالهم وهم جرحى ومنهم مبتورين الأطراف، الأمر الذي زاد نزيفهم ومعاناتهم نظرا لعدم تلقي أدنى رعاية صحية فقد شارك الأطباء في عمليات القتل المتعمدة، الأمر الذي ادى إلى استشهاد عدد منهم. وهذا يزيد من خوف أهاليهم عليهم في غزة خاصة أنهم لا يعلمون شيء عنهم ولا يسمح بأي وسيلة اتصال للاطمئنان عليهم، الأمر الذي يرهق الأسرى في الخوف على عائلاتهم من المجازر في غزة. والخوف ذاته لعائلاتهم على أسراهم الذين لا يعلمون عنهم شيء فإن كانت أجسادهم تكتوي بنيران الخوف والتجويع والمجازر في غزة فإن قلوبهم تعتصر ألما على أسراهم. والأمر ليس أفضل بالمطلق للأسرى القدامى فهم يعانون كذلك من سياسة التجويع والإهمال الطبي والاعتداءات الجنسية من خلال تجريد الأسير من ملابسه والاعتداء عليه بالضرب خاصة في المناطق الحساسة. وهذا يجعل الأسير يعاني من أوضاع نفسية وصحية صعبة تؤدي إلى إبادته جسديا. ويتعمد الاحتلال في استخدام كافة أنواع التعذيب والتي من بينها إطلاق الكلاب البوليسية على أجساد الأسرى، لنهشها، وهم مكبلين الأيدي خلف رؤوسهم. والاحتلال في تعذيبه لا يفرق بين أسير وأسيرة فالجميع تحت سياسة التنكيل والتعذيب والتجويع والإهمال الطبي فالعديد منهن يعانين أمراض خطيرة منها السرطان ومع ذلك لا يقدم لهم أدنى مقومات العلاج. في الوقت ذاته نرى خلاف ذلك في معاملة المقاومة للرهائن لديها فهي تعاملهم معاملة حسنه، وتوفر لهم ما تستطيع من مأكل ومشرب وأدوية للعلاج، وغير ذلك، وهذا الأمر تحدثوا به الرهائن أنفسهم خلال تسجيلات مصورة بثت بوسائل الإعلام. رغم أن هؤلاء الرهائن هم جنود ومجندات لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي كانوا بملابسهم العسكرية وعتادهم من السلاح لقتل كل ما هو فلسطيني ومع ذلك عاملتهم المقاومة بأخلاقها الإسلامية العالية. هذا يجعلنا نسأل أين المؤسسات الدولية التي تتغنى بحقوق الإنسان وحقوق المرأة و الطفل من هذه الجرائم والإبادة بحق أهالي قطاع غزة وأسرى وأسيرات فلسطين؟!!