13 سبتمبر 2025
تسجيلإياك أن تجادل من دخل عمره ما بين 60 - 80 عاما، خاصة ممن يحمل شهادة عليا في أي تخصص كان، وأن تتصور أن قدرته العقلية والعلمية قد انتهت، بل هي بالعكس قد بدأت، فاحذر ذلك، لأن دماغ الشخص الأكبر سنًا، المزود بالعلم والمعرفة والخبرة، هو أكثر نضجاً مما يُعتقد عموماً. لكن للأسف، فإن سن التقاعد في بعض المجتمعات التي تقتل طموح وإبداع الذين تجاوزوا الستين والسبعين من أعمارهم للتخلص من المنافسين الأشد علماً وخبرة وتعقلاً. يقول عميد كلية الطب بجامعة جورج واشنطن بأن دماغ الشخص الأكبر سنًا هو أكثر نضجاً مما يُعتقد عمومًا. وللأسف في بعض الدول يحال الشخص على التقاعد في هذا العمر بحجة انتهاء دوره في الحياة، فيستبدل بشخص أقل عمراً وخبرة لتبدأ دورة الحياة العملية من الصفر بدلاً من أن تتطور الأعمال وتتقدم خطوات للأمام. كيف يعمل دماغ الشخص الأكبر سناً؟ وفي الحقيقة، إن الإنسان في عمر الستين إلى الثمانين يصبح تفاعل نصفيْ الدماغ الأيمن والأيسر عنده متناغماً، مما يوسع إمكانياته الإبداعية. ولعل هذا هو السبب في أنه من بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، يمكنك العثور على العديد من الشخصيات التي بدأت للتو أنشطتها الإبداعية. بالتأكيد لم يعد الدماغ بالسرعة التي كان عليها في الشباب، ومع ذلك، فإنه يكتسب المرونة. لذلك، مع تقدمنا في العمر، من المرجح أن نتخذ القرارات الصحيحة ونكون أقل تعرضاً للمشاعر السلبية، حيث تحدث ذروة النشاط الفكري البشري حول سن السبعين، عندما يبدأ الدماغ في العمل بكامل قوته، فبمرور الوقت، تزداد كمية (المايلين) في الدماغ، وهي مادة تسهل المرور السريع للإشارات بين الخلايا العصبية، ونتيجة لذلك تزداد القدرات الفكرية بنسبة 300 ٪ مقارنة بالمتوسط. ومن المثير للاهتمام أيضًا، حقيقة أنه بعد سن الستين عاماً، يمكن لأي شخص استخدام نصفي دماغه في نفس الوقت، وهذا يسمح له بحل مشاكل أكثر تعقيداً. ● خصائص الدماغ عند الأشخاص الأكبر سناً يعتقد البروفيسور مونشي أوري، من جامعة مونتريال، أن دماغ الإنسان يختار المسار الذي يستهلك طاقة أقل، ويزيل ما هو غير ضروري ولا يترك سوى الخيارات الصحيحة لحل المشكلة. وقد أجريت دراسة شملت مختلف الفئات العمرية. فكان الشباب مرتبكين للغاية عند اجتياز الاختبارات، بينما اتخذ من تجاوزوا الستين من العمر القرارات الصحيحة. والآن، دعونا نلقي نظرة على خصائص دماغ الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و80، إنها حقا وردية. خصائص دماغ هذا الشخص: أولاً: الخلايا العصبية في الدماغ لا تموت، بل تختفي الروابط بينهما ببساطة إذا لم ينخرط المرء في عمل عقلي. ثانياً: ينشأ الإلهاء والنسيان بسبب كثرة المعلومات. لذلك، ليس من الضروري أن تركز حياتك كلها على تفاهات غير ضرورية. ثالثاً: من سن 60، لا يستخدم الشخص عند اتخاذ القرارات أحد فصي دماغه في نفس الوقت، مثل الشباب، ولكن كليهما. ينتج من ذلك إذا كان الشخص يعيش حياة صحية، ويتحرك، ولديه نشاط بدني قابل للحياة ونشاط عقلي بالكامل، فإن القدرات الذهنية لا تنخفض مع تقدم العمر، فهي ببساطة تنمو، وتصل إلى ذروتها في سن 80- 90 عامًا. ● أبشروا شباب السبعين والثمانين بالخير لذلك لا تخافوا من الشيخوخة، اسعَ جاهدا لتطوير فكرك، تعلم الحروف الجديدة، وصنع الأشياء، وتعلم فنونا جديدة، ورسم الطبيعة واهتم بالحياة، التقِ بالأصدقاء وتواصل معهم، خطط للمستقبل، سافر بأفضل ما يمكنك، لا تنس الذهاب إلى المحلات التجارية والعروض، ولا تصمت وحدك، إن الوحدة مدمرة لأي شخص، عش مع الفكر، كل الأشياء الجيدة لا تزال أمامك، أبشروا يا شباب السبعين والثمانين بالخير. ● كسرة أخيرة نوهت دولة قطر في المحافل الدولية إلى دور وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، واهتمامها بكبار السن واستحداث 33 خدمة إلكترونية على موقع الوزارة لتسهيل الدخول إلى الخدمات مع استمرار الخدمات المقدمة من الوزارة دون الحضور شخصياً، هذا فيما يخص معاونة هذه الفئة للحصول على الخدمات ونطمع في أكثر من ذلك بأن تقوم الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة في مجال أعمال حقوق كبار السن، وخاصة في مجالي «مساهمة كبار السن في التنمية المستدامة» و»الأمن الاقتصادي»، وتطوير نصوص قانون الضمان الاجتماعي وقواعد منحه للفئات المنصوص عليها، للحصول على معاش الضمان الاجتماعي للمسن الذي تجاوز الستين من عمره وليس له عائل مقتدر أو مصدر دخل كافٍ للعيش، وتوفير وظائف استشارية في جميع الوزارات تناسب هذه السن والاستفادة من خبراتها كل في مجاله، وهناك من هم يحملون شهادات عليا حصلوا عليها بعد تقاعدهم من العمل أو في أواخر أعمارهم الوظيفية ولم تستفد الدولة من خبراتهم التي اكتسبوها خلال خبرتهم العملية الطويلة، كما يجب الاهتمام أكثر بمؤسسات المجتمع المدني ومن ضمنها المؤسسة القطرية لرعاية كبار السن (إحسان) التي توفر الرعاية والخدمات الاجتماعية لكبار السن في مجال توفير علاجهم ورعايتهم ومساعدتهم في التغلب على الصعوبات التي تواجههم في مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتأهيلية.