انخفاض الإصابات لا يعني عدم الاحتراز

في الأسابيع القليلة الماضية حققت قطر نجاحا باهرا في السيطرة على وباء كورونا، فقد ارتفع إجمالي عدد المتعافين من المرض إلى 107578، كما سجلت البلاد أدنى مستوى من الإصابات اليومية، فحسب بيان وزارة الصحة أمس تم تسجيل 216 حالة فقط، علاوة على تعافي 201 مصاب خلال الـ 24 ساعة الماضية. ورغم تلك الأوضاع الإيجابية المطمئنة على كافة المستويات، إلا أنه لا يجب على المواطنين والمقيمين إهمال الإجراءات الاحترازية أو التراخي في تنفيذها بأي حال من الأحوال، حتى لا تحدث موجة ثانية من الوباء مثلما حدثت في بعض الدول الأخرى. ومن هذا المنطلق هناك ضرورة ماسة لتوخي الحذر، وبالتالي فجميع أفراد المجتمع مطالبون باتباع الإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات وغسل اليدين بانتظام والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتجنب التقارب الجسدي مع الآخرين وتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، وغيرها من الإجراءات الضرورية اللازمة للتعامل مع الجائحة. وكما هو معلوم فقد نجحت قطر من خلال جهود مكثفة في التقليل من أعداد الإصابات بصورة حاسمة، بفضل الإجراءات والتدابير القوية التي اتخذتها السلطات، علاوة على وجود عدة عوامل أخرى مهمة حققت هذا النجاح، منها أن القطاع الصحي يقدم رعاية صحية عالية الجودة، كما أن شريحة الشباب تشكل النسبة الأكبر من سكان قطر، وكذلك رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصة وحدات العناية المركزة لضمان حصول جميع المرضى على الرعاية اللازمة، والعمل على حماية كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من خطر الإصابة بالفيروس، فضلا عن كافة الإجراءات اللازمة لمكافحة الوباء. يضاف إلى ذلك أن الفحص الاستباقي والمكثف للحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس كان عاملا مهما في تحديد عدد كبير من حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد. وخلال جائحة كورونا أكدت قطر قدراتها الكبيرة في التعامل مع الأزمات الصحية والأوبئة وفق أعلى المعايير الدولية، خاصة وأنها تعتمد على نظام صحي فعال وقوي به كوادر بشرية وخبرات طبية متطورة وصلت به إلى المراحل العالمية المتطورة. هذا فضلا عن الخطط الاستباقية للتعامل مع الأزمات، وفق إستراتيجية متكاملة تنفذها الدولة دفعت كافة الدول والمنظمات للإشادة بها على كافة المستويات.