14 سبتمبر 2025

تسجيل

مكارم الأخلاق

02 أغسطس 2012

قال حكيم: مكارم الأخلاق عشرة: العقل والعلم والحلم والصبر والصدق والشكر والجود والكرم والرفق واللين. * روى عن سهل التستري رحمه الله أنه كان له جار ذمي وكان قد انبثق من كنيفه إلى بيت سهل بثق (قذارة). فكان سهل التستري يضع كل يوم إناء كبيرا تحت ذلك البثق فيجتمع ما يسقط فيه من كنيف جاره الذمي ويطرحه بالليل حيث لا يراه أحد فمكث - رحمه الله - على هذه الحال زماناً طويلاً إلى أن حضرت سهلاً الوفاة. فاستدعى جاره الذمي. وقال له: ادخل ذلك وانظر ما فيه. فدخل فرأى ذلك البثق والقذر يسقط منه في الإناء وضعه سهل تحته. فقال الذمي: ما هذا الذي أرى؟ قال سهل: هذا منذ زمان طويل يسقط من دارك إلى بيتي وأنا أتلقاه بالنهار وألقيه بالليل ولولا أنه حضرني أجلي وأنا أخاف ألا تتسع أخلاق غيري لذلك وإلا لم أخبرك فافعل ما ترى. فقال الذمي: أيها الشيخ أنت تعاملني بهذه المعاملة منذ زمان طويل وأنا مقيم على كفري؟ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ثم مات سهل رحمه الله. * تقدمت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة 286ه؛ فادعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها). فأنكر الزوج، فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة؛ ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي. فقال الزوج: ماذا تفعلون؟ قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي سافرة الوجه لتصح عندهم معرفتها. (وذلك للحاجة) قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها. فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأت ذمته في الدنيا والآخرة. فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يكتب هذا في مكارم الأخلاق أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال.. فما أكثر وما أروع تلك القصص التي وردت في مكارم الأخلاق، وياليت الأرحام تلد مثل أولئك الرجال الذين يعدون خير قدوة وخير مثال، لذلك خلدوا مآثرهم على مر الأزمان والعصور.