17 سبتمبر 2025
تسجيلالحدث هو محور أي حديث عام، و(حديث العام) من كل عام هو شهر رمضان الفضيل، شهر المغفرة الذي طرق أبوابنا يوم أمس، فخرج الجميع في استقباله، وذلك بالخروج عن دائرة الخطأ، والحرام؛ لافتعال طريقة مناسبة تخلق فرصة حقيقية لمعرفة الصواب، فالخطأ وارد، والوقوع فيه يُحملنا أحياناً على استنشاق ما هو محرم، ولكن دخول شهر رمضان يدفعنا للمحاسبة أكثر، فنُحاسب ونتحاسب؛ ليعرف كل واحد منا ما له وما عليه، فتنطلق الواجبات، وتُطلق الحقوق، وتنتهي الحياة بمشهد ينعش القلب. إن مجاراة الأحداث والتطرق بالحديث إليها أمر طبيعي؛ لأن سمة التواصل بين الكاتب والقارئ تكون بمواصلة تسليط الضوء على الأحداث التي تتكرم بها الأيام، إذ لا يغيب عن أي قلم بأن القارئ بأمس الحاجة للتعرف على جديد الحياة، ولكن من وجهة نظر الكاتب التي ستختلف من قلم لآخر، والحديث عن رمضان أمر متكرر كل عام وبلاشك، لكن يخضع الحديث لنكهة جديدة يضيفها الكاتب من خلال ذاك الذي يسعى إلى توصيله للقارئ. بالنسبة لي فلقد تكرر الأمر كالبقية، ولكني وبرغم ذلك أود تسخير حبر هذا القلم بكل ما فيه لكل ما هو جيد ومفيد إن شاء الله، وعن أول أسبوع من رمضان، وما يحمله هذا القلم لكم فهو توجهي نحو التحدث عن وسائل الاتصال الحديثة التي تصل القريب بالبعيد، بابتلاعها لكل المسافات التي تُعقد التواصل بينهما، وهي تلك التي سهلت العملية مؤخراً؛ لنشهد تواصلاً مكثفاً يمكن بأن نقول عنه تواصل 24/7، أي ما يُقربك بمن تحب دون توقف أو انقطاع، غير أنه أي (ذاك التواصل) ومن جهة أخرى يعاني من سلبيات أهمها سلب حق القريب من قريبه، إذ لم يعد ذاك التواصل (حقا) يستحقه كل من قذفته الظروف بعيداً عن أحبته، ولكن الأسلوب الذي اتخذه البعض نمطاً جاداً للحياة؛ ليُسَخِرَ خالص جهده لتواصل يَسخَرُ من جوهر العلاقات الإنسانية العظيمة التي بُنيت على أساس قويم وسليم، وذلك باجتماعه وأسرته في بيت واحد، ولكن شريطة أن يخضع تجمعهم لتواصل رقمي عن طريق كل وسائل الاتصال الحديثة التي لم تُخلق لهذا الغرض الذي يقصم ظهر هذه العلاقات الإنسانية الراقية، بل لتسهيل إنجاز العمل، أو تقريب المسافات ومن أخذتهم الدروب حيث أخذتهم. هناك من يدعي أن العملية ممتعة جداً، وتُبقيه على تواصل دائم ليدرك كل المستجدات صوتاً وصورة، ولكن هل هذا مبرر يُبرر تواصل من يعيشون في نفس المكان بطريقة باردة كهذه؟ ترسل الكلام في صورة رسائل جافة وإن بلغت قمة التألق، إلا أنها لا تستطيع توصيل دفء ما يحمله القلب للآخرين فعلاً؟ ثم ما الحاجة للعيش في بيت واحد إن كان قرر التواصل بأن يكون بذاك الشكل؟ إن ما نتحدث عنه هو التواصل الرحيم في شهر الرحمة المتواصل الرحمة، الشهر الذي لا يستحق منا الاندفاع فيه نحو كل ما نريده؛ لنبتعد بذلك عن ذاك الذي يريده منا من تواصل رحيم حميم يشجع الترابط الأسري ويأخذ بيده نحو سلامة الأفراد، وهو كل ما يحثنا ديننا الإسلامي الحنيف عليه؛ للتوجه إليه كل الوقت. الحديث عن رمضان لن ينتهي، وبالتحدث إليكم لن نكتفي، لذا فلنا لقاء آخر ولكن بعد حين، وحتى يحين ذاك الحين نترككم في رعاية الله. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]