10 سبتمبر 2025
تسجيلالزواج موضوع هائل، ونحن في مجتمعات عربية تُفرق في تعاملها حول هذا الموضوع بين الرجل والمرأة منذ سن صغيرة. الفتاة منذ سن صغيرة تسمع عن الزواج والولادة وتربية الأطفال. البعض يتكلم مع الفتيات حول هذا الموضوع منذ مرحلة الطفولة، قائلين لها من بين الأحاديث: ستكبرين يوماً ما وستتزوجين وستلدين أطفالا كثيرين.. إلخ. وفي المقابل يسمع الفتى منذ سن صغيرة عن أشياء أخرى، ليس من بينها الزواج وتربية الأبناء. كأن يُقال له: ستكبر وستصبح رجل أعمال ناجحا.. وستملك الكثير من المال والنفوذ والسيارات! وسيكون لك صيت عظيم ونفوذ أكبر، ومن بين هذا الكلام قد يمر موضوع الزواج مرور الكرام، كأن يُقال له وسيصبح لك أبناء كثر! لا يتوقف الأمر عند حديث الوالدين مع الابنة بشكل جاد وحازم، ومع الابن بمزح وخفة، بل يستمر مع طريقة تأثير المجتمع على الأبناء، وحتى مع الألعاب نفسها، تختلف بين الفتى والفتاة. الفتى تصله ألعاب سيارات ودراجات وإكس بوكس وبلاي ستيشن ودمى على هيئة أبطال خارقين، بينما الفتاة تتلقى ألعاب باربي «ربة المنزل» وعدة أواني طبخ، وعدة غسيل وأثاث مُصغر وكأنها ستدير بيتا صغيرا وسط غرفتها الصغيرة! هذه المقارنة ليس الهدف منها تبديل الأدوار بين الجنسين، ولكن النظر بعمق نحو ما قد يكون سبباً في النتائج التي نراها اليوم في المجتمع. ومن هذه النتائج مثلاً كون المرأة تكون مستعدة للزواج أكثر من الرجل في سن أصغر. وكيف لا تكون مستعدة وكل ما سمعته ورأته أمامها منذ صغرها كان يدفعها إلى اتجاه ونتيجة الزواج؟! وفي المقابل كل ما كان يدور في حياة الشاب، كان يدفعه بعيداً عن الزواج، وإلى اللعب واللهو والتفكير بنفسه، فقط! يحتاج الرجال مثلهم مثل النساء، إلى الاستعداد للزواج، سواء بالتعلم أو المشاهدة أو الفهم. وفي الوقت نفسه يحتاج المجتمع إلى تخفيف الضغط الواقع على الفتيات حول الزواج وتحميلهن مسؤولية نجاحه وفشله! ما يحدث اليوم وراء ارتفاع نسبة الطلاق في الدول العربية ليس نتيجة يوم واحد بل هو نتيجة سنين طويلة لم يفهم خلالها هؤلاء الشباب والشابات معنى وأهمية الزواج وقدسيته. ما يحدث اليوم هو نتيجة تراكمات وأثر المجتمع على أفراده، الرجال والنساء على حد سواء. ولنحل هذه المشكلة يجب أن نبدأ بمساعدة الشباب والشابات حتى يكبروا ويصبحوا أهلاً لمسؤولية الزواج.