14 سبتمبر 2025

تسجيل

مشهد حرق القرآن: هل يغير حياتك؟!

02 يوليو 2023

الأمة الإسلامية تشتد حاجتها في هذا العصر لعلماء يحررون أنفسهم من الخوف ليوضحوا لها الحقائق بجرأة وشجاعة، فالتحديات تفرض على الأمة أن تراجع نفسها، وتبني قوتها لتدافع عن وجودها. لكنني أوجه هذا المقال لكل فرد مسلم، فمشهد حرق القرآن يشكل اختبارا لإيمانك، لذلك يجب أن تسأل نفسك عن أهداف حياتك، وهل تستحق تلك الحياة أن تكدح فيها، وتكابد الشقاء، من أجل لقمة خبز مغموسة بالذل. القرآن الذي تم حرقه في السويد أعز على المسلم من نفسه وماله وأهله، فهل شعرت بالحزن؟! حسنا.. إن حزنك هذا يحقق لهم هدفا، وربما يريدون بذلك أن يملؤوا نفسك حزنا وألما وتعاسة. اغضب لتحرر نفسك! أنا أريدك أن تحول حزنك إلى غضب فاعل، فحرق القرآن اختبار لرد فعلك، فالغرب يعرف جيدا من دراسة التاريخ أن الذي لا يغضب لحرق القرآن، لن يدافع عن وطن، ولن يقف في وجه الطغاة التابعين، الذين وضعتهم أمريكا على كراسي الحكم ليقهروا شعوبهم. إياك أن يخدعوك بقولهم إنها جريمة فردية ارتكبها متطرف، فالغرب يعلم جيدا كيف يدير الصراع، ويوزع الأدوار على الدول، والسويد تعرف دورها، في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين، والاعتداء على رموزهم ومقدساتهم، وخطف أبنائهم وبناتهم. ولكي تستطيع أن تطور رؤيتك للواقع، يجب أن تفهم دلالات مشهد حرق القرآن؛ حيث يتم التمهيد لأحداث خطيرة سيشهدها العالم خلال السنوات القادمة. المسلمون يتعرضون للظلم! انظر إلى حال المسلمين في العالم كله ستكتشف أن كل مسلم يتعرض للظلم المركب؛ فيتم توجيه الاتهامات له بالتطرف والتزمت والارهاب؟! والكثير من المسلمين الحريصين على الحياة الدنيا، ابتلعوا ذلك السم، وامتلأت نفوسهم بالخوف، فاهتموا بسفاسف الأمور، وانصرفوا عن معاليها، فلم يتطلعوا للحرية والعدل والاستقلال، وفقدوا العزة والهيبة، فأصبحوا غثاء!. وقام الطغاة بإلهاء الناس، فإما أن تخضع وتقبل حياة الذل وتبحث عن لقمة العيش وتربي أطفالك في وطن بائس، وإما أن تصبح لاجئا ومشردا تعيش في الخيام، أو تغرق في مياه المتوسط. لكن بعد أن رأيت مشهد حرق القرآن: لماذا لا تسأل نفسك: لماذا لا أعيش سيدا في وطن حر، وأدافع بشرف عن عقيدتي، ولماذا لا أتمتع بحقوقي السياسية، فأفرض إرادتي، وأختار نوابا يعبرون عني، وحكاما يمتلكون الرؤية لقيادة الدول لتحقيق الاستقلال الشامل، واستثمار ثروات الوطن التي تكفي الناس لحياة كريمة. اغضب لتبني المستقبل! انظر إنهم يحرقون القرآن الذي يقول الله فيه: "ولقد كرمنا بني آدم" هل تعرف ماذا تعني هذه الآية؟ لقد وضعت الأساس لحضارة إسلامية عظيمة عاش الناس فيها حياة كريمة، وتمتعوا بالحرية والعدل. هل فكرت يوما في معني الكرامة، وأنه لا معنى للحياة بدونها؟! وأنه لا يجوز أن يسلب منك أحد حقا أعطاه الله لك، وأن الله سبحانه وتعالى يريدك أن تعيش كريما، وأن تكون عبدا لله وحده!. فهل تستحق تلك الحياة أن تتمسك بها؛ وأنت تتعرض للفقر والظلم والقهر، وتشاهد القرآن يحترق تحديا لك. هل تفهم معنى الرسالة التي أراد الغرب توصيلها لك؟! إنها توضح حالة الاستكبار والاستعلاء والغرور الغربي، وأنه يحتقر أمة يزيد عددها عن 2 مليار نسمة، وأنه يعرف أنها لن تستطيع أن تفعل شيئا!. لكنك تستطيع أن تفعل عندما تغضب وتنتفض، وتصر على أن تعيش بكرامة، أو تموت شهيدا عزيزا. إنك تستطيع أن تفعل عندما تقرأ القرآن بوعي لتبني به المستقبل. إنك تستطيع أن تفعل عندما تقرر أن تعيش كأجدادك حرا قويا عزيزا كريما أبيا شجاعا مؤمنا بالله وحده، فلا تركع إلا له، ولا تعبد سواه. *أستاذ ورئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة