13 أكتوبر 2025
تسجيل1) الشعب السوداني العظيم: بينما كان الشعب السوداني يخاطب العالم بلغة الإرادة الحرة والتحضر في مظاهراته المليونية، يوم الأحد الماضي، كان حميدتي يستنسخ أداء السيسي، ويردد نفس أكاذيبه عندما قام بانقلابه العسكري في مصر قبل سنوات، فأخذ يتحدث عن مندسين ومخربين، ومؤامرة خارجية ينبغي التصدي لها لحماية الثورة والشعب، وكأن الملايين التي تجوب الشوارع ليست هي الشعب الذي ثار وقدم التضحيات للخلاص من نظام الاستبداد، ثم قامت ميليشيات حميدتي بإراقة دماء أبنائه وإهانتهم والتعدي على أعراضهم في اعتصام القيادة العامة ومدن السودان. والطريف أن الرجلين يتشابهان في ضحالة الوعي السياسي، وعدم القدرة على تنظيم الأفكار والتعبير عنها، وانعدام الحضور الشخصي الطاغي اللازم في الأشخاص الذين يريدون القيام بدور القائد الثوري الشعبي. أما أبرز نقاط التشابه بينهما، فتتمثل في أنهما ابنانِ لمشروعٍ إماراتي سعودي يقوم على وأد أي أمل للشعوب العربية بإقامة دول ديمقراطية مدنية تحترم إنسانها المواطن. 2) فلسطين عربية رغم أنوف المتصهينين: رغم أن الشعوب العربية والإسلامية تؤكد على أن فلسطين هي جزءٌ ضخمٌ من عقيدتنا الإسلامية ووجودنا الحضاري العظيم، فإن المتصهينين في السعودية يتدافعون لبيعها وكأنهم مالكوها، أو كأنهم يصدقون أوهامهم القائمة على أن بلادهم هي قائدة الأمتين العربية والإسلامية. فلؤي الشريف، وهو من صقور التصهين في المملكة، أجرى مقابلة مع قناة تلفزيونية صهيونية في المنامة، وكان سعيداً سعادةً عظيمةً، ويبتسم بمودة ومحبة من القلب للمذيع الصهيوني وهو يقول له إنه يؤمن كمسلمٍ بأن الكيان الصهيوني سيبقى إلى الأبد، وإن القدس عاصمة داود. وكأنه مؤمن بأن الصهاينة القتلة الغاصبين هم ورثة داود، عليه السلام، وأن العرب والمسلمين غاصبون اعتدوا على حقوقهم. ونحن لا نلومه، فهو نتاجٌ لهيئة كبار الكهنة الذين سموا أنفسهم قديماً بالعلماء، والذين شغلوا الأمة عقوداً بتحريم سواقة المرأة وسماع الأغاني، ثم إذ بهم يبيعون ثوابت العقيدة إرضاءً لولي الأمر، فلا ننتظر منهم أن يجرؤوا على إخبار لؤي أن داود وكل الأنبياء والرسل، عليهم السلام، هم مسلمون موحدون، ونحن ورثتهم الشرعيون، أو أن ينتقدوا تهافت آرائه بالإعلان عن الوجود التاريخي القديم جداً للعرب في فلسطين والشام. إن هؤلاء الكهنة لا يهمهم إلا استمرار الأعطيات وكأنهم مخلدون. 3) حروب المتصهينين ضد الأقصى: الأعظم تصهيناً من لؤي الشريف، كان شخصاً سعودياً ذا حضور باهتٍ، قام بإنكار وجود المسجد الأقصى، وقال إنه معبدٌ يهوديٌّ، رغم أن قوله يخالف ما ثبت بنص قرآني، وسنة نبوية متواترة، وإجماع علماء الأمة. وبالطبع، فإننا لا ننتظر أن يرد عليه أحد أعضاء لجنة كبار الكهنة الذين باتت الأمة تتوقع منهم أن يصدروا فتوى بجواز إخراج المسلمين من خيبر ومناطق في المدينة المنورة لإعادتها للصهاينة لو طلب منهم ذلك وليُّ أمرهم المُحدَّث الملهم. ومما لفت نظري في حديثه، أنه كان يتحدث عن أشقائنا الفلسطينيين بعنصريةٍ متطرفةٍ، وكأنه يعتقد أن الجيش السعودي استنزف ثروات المملكة في حروبه ضد الصهاينة. ونقول له ولأشباهه: اتركوا الصفحات مطويةً لأن سطوركم فيها ليست أكثر من لطخاتٍ سوداء، ودعوا عنكم الإسلام والمسلمين، وانشغلوا بإصلاح أنفسكم وبلادكم. 4) أبو تريكة !!!: فشلت محاولات الإعلام السيساوي المستميتة في استثمار كأس الأمم الأفريقية للترويج للنظام الانقلابي وإخراجه من دوامة اللاشرعية السياسية والشعبية. فقد أعلن الجمهور المصري رفضه لجرائمه بالهتاف للاعب الكبير المحبوب عربياً: محمد أبو تريكة، في الدقيقة الثانية والعشرين من كل مباراةٍ، إشارةً إلى رقم قميصه. ومن المعروف أنه يتعرض لحروب شعواء من سحرة فرعون الفاشلين المتطفلين على الإعلام في مصر السيسي. وكانت المفاجأة في انتقال الهتاف إلى الجماهير الجزائرية والتونسية والمغربية، وكأنها تؤكد للدنيا أن شعوب الأمة تلبي نداءات أشقائها، مما أثار الرعب في إعلام حلف الشر الثلاثي الذي يريد جماهير خانعةً في الحق، عنيفةً في الباطل. ونحن لا نستغرب روح الكرامة والحرية في أبناء مغربنا العربي، فهم أحفاد عبدالكريم الخطابي، وعبدالقادر الجزائري، والأزهر الشرايطي، وسواهم من القامات الشامخة في أمتنا. الإيميل:[email protected]