11 سبتمبر 2025

تسجيل

إذا أردت الأفضل فليكن منك الأفضل

02 يوليو 2016

النهايات التي نحصدها ما هي إلا نتائج تراكمية لبدايات تكون منا، فإن كانت تلك البدايات جيدة فمن الطبيعي أن تكون النهايات جيدة أيضاً، ولكن ومتى كانت سيئة والنوايا التي تُحركنا بالخفاء من الأعماق (كذلك)، فلا شك أن ما سنحصده ومن بعد لن يتمرد على حدود تلك الدائرة، التي سنظل وسطها ولفترة طويلة، حتى يغلبنا الملل ونموت دون أن نُقدم على أي شيء يمكنه التشبث بذكراه؛ كي يعيش على صفحة الحياة؛ لنعيش معه نحن أيضاً حتى وإن رحلنا؛ لذا وكي نتجنب ذلك فإن ما يجدر بنا فعله هو التفكير وبجدية تامة في كل ما نريد تحقيقه، قبل أن يكون منا ونحزن على النتيجة التي سنخرج بها منه فيما بعد. أحبتي: إن الوقوع في الخطأ ليس جريمة لا بد وأن نُعاقب عليها، فمن الطبيعي بأن نرتكب الأخطاء مرات ومرات، ولكن غير الطبيعي أن يصبح الأمر عادة نُقبل عليها ونتوقع منها أن تقابلنا بصدر رحب، يرحب بكل ما يكون منا في كل مرة نرتكب فيها أي خطأ، ونتسبب بالكثير من الخسائر لنا ولغيرنا، وكأن في الأمر حلاوة تُجبرنا على تذوقها دون أن نلتفت لكل ما نقوم به، ويمكنه أن يحول الحياة لجحيم لا ولن نستطيع العيش فيه؛ لنحصد ومن بعد الكثير من النتائج التي ستترتب عليها ما لن نحمد عقباه. ارتكاب الأخطاء لا يتطلب منا أي تخطيط، فهو ما يقع لسوء تخطيط منا؛ لذا وكي نتجنب خوض تلك الرحلة فإنه ومن الضروري بأن نُخطط وبشكل جيد لكل ما نريد فعله، بأخذ المقاسات الصحيحة ومنذ البداية المُطلقة، حتى تبدو الأشياء مُلائمة لنا ولائقة بنا، وهو ما يمكن حدوثه بالتخطيط كما ذكرت آنفاً، وبدراسة ما يكون منا وعلى الدوام؛ لأن الأخطاء التي نرتكبها لن تكون مؤذية لنا فحسب بل أنها تلك التي سيمتد ضررها إلى الآخرين ممن لا يحق لنا إزعاجهم بجرهم نحو الحفرة التي نقع فيها؛ نتيجة لأسباب عديدة أهمها سوء التخطيط.وماذا بعد؟ من يرتكب الأخطاء لا يشعر بحجم ما يتسبب به من إزعاج لسواه؛ لذا لا يلتفت إليهم إلا إن أصابه من ذاك الإزعاج أي شيء، وتعرض لصدمة سيفيق على أثرها، ويدرك حجم الفوضى التي تسبب بها؛ كي يُصلح ما قد كان منه حتى تعود الأمور إلى صوابها، أو إن كان ممن يتمتع بدرجة عالية من المسؤولية، التي ولربما تكون قد تأثرت وفي مرحلة من المراحل بأي أمر طرأ عليها فأحدث خللاً كبيراً ساهم بوقوعه في الخطأ؛ ليدرك ومن بعد فداحة ما قد كان منه، فيسارع إلى تصحيحه قبل أن يتفاقم، وفي كل الأحوال فإن ما يعقب الوقوع في الخطأ من اعتراف هو ما سيحدد مصير ما سيلحقه؛ لأنه ومتى تم الاعتراف به فإنه ومن السهل بأن تمضي الأمور على خير؛ لتمضي سفينة الحياة نحو بر الأمان على خير أيضاً، والحق أنه ما نطمح إليه؛ لذا فلقد سلطنا الضوء على هذا الموضوع على أمل أن نخرج منه بفائدة تأخذنا وتنقلنا (من) و (إلى). من همسات الزاوية ترتفع قيمتك حين تدرك ما تفعله، وتُقدم على فعل ما تدرك بأنه سيرفع من قيمتك ضمن دائرة لا تخضع إلا للصواب، الذي يضبطها ويتحكم بها؛ لتتوجه وسواك نحو فعل الأفضل فحسب؛ لذا فلتحرص على أن تأتي بذلك من الآن، فمن يدري ما الذي سيحدث لك لاحقاً.