20 سبتمبر 2025

تسجيل

هجمات سيناء

02 يوليو 2015

جاءت أحداث سيناء الدامية، التى راح ضحيتها عشرات الجنود من الجيش المصري، لتجدد المخاوف مرة اخرى من انجرار دولة كبرى بثقل وحجم مصر في المنطقة، الى دوامة عنف لا يعلم نهايتها إلا الله.ان الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية للجيش المصري في شمال سيناء امس، ليست سوى عمل اجرامي يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، وهو هجوم وجريمة آثمة تستوجب الادانة والاستنكار الشديدين، والتأكيد على التضامن الكامل مع الشعب المصري الشقيق.لقد استغل منفذو هجوم سيناء بالامس حالة الانقسام العميق التي ظلت تخيم على الشعب المصري بسبب ما تتعرض له تيارات واسعة ومؤثرة من عملية اقصاء ممنهج، والاستمرار في محاولة اللجوء للاجراءات الامنية وحدها في معالجة الأزمة السياسية هناك بين السلطة والاطراف المعارضة.وفي ظل الاستمرار في اعتماد النهج الامني وحده، وغياب اي افق او رؤية سياسية لحل الازمة المصرية، فإن الأوضاع تبدو مرشحة للمزيد من التدهور، وربما الدخول في نفق مظلم، خصوصا وان نماذج بعض الدول العربية الغارقة في أتون الفوضى الآن، تزيد القلق والخشية، من تكرار هذا السيناريو في مصر الدولة المركزية في العالم العربي.ان قادة مصر في السلطة والمعارضة اليوم امام تحد كبير، ومسؤولية تاريخية، لتجنيب بلادهم المخاطر المحدقة بها، وهو أمر لن يتحقق، ما لم يضع الجميع المصالح العليا للشعب والوطن فوق كل اعتبار، وان يتحرك العقلاء من الجانبين لدفع الاطراف للجلوس ومحاولة إيجاد حلول سياسية للأزمة تحقق تطلعات الشعب المصري وتجعل من مصر وطنا لكل ابنائها.ان قوة مصر في وقوف جميع ابنائها صفا واحدا في مواجهة سيناريوهات الفوضى التي لن ينتج عنها سوى وقوع البلاد في فخ الكارثة، وهي كارثة سيكون الجميع خاسرا فيها. وفي الاوضاع الماثلة امامنا في المنطقة ما يكفي من الدروس والعبر.قوة مصر ووحدة صفها أقوى سلاح لمواجهة سيناريو الفوضى.