18 سبتمبر 2025
تسجيلالتغيير سُنة الحياة التي تلتزم بها من حين لآخر، بقدر ما تفرضه عليها الحاجة، وذلك؛ كي تضمن سريان دماء التجدد في كل المجالات بما سيعود بكامل فائدته على الجميع، فهو ما نحتاج إليه حين تكون الجذور متأصلة وممتدة، يمنع امتدادها كل الفرص المناسبة من إتمام مَهَمَة تعديل الأوضاع للأفضل، وتحسينها عن طريق التخلص منها، أو غرس أي جديد يليق ويتوافق مع المراحل الأخيرة المُستجدة مكانها، والحق أن كل ما سبق، يضعنا أمام خيار ضرورة التمسك بكل الأسباب التي تُبيح لنا الالتزام بهذه السنة، التي تقوم على التغيير وتنادي به؛ كي تصبح الأمور بوضع أفضل، وتقدم لنا الأفضل دون شك.. كثيرة هي تلك اللحظات التي نصطدم فيها بالأمور الجديدة التي تُقبل علينا مع خيار التغيير، الذي ـ ولربما ـ لا نطيقه ولا نسمح بفكرة السماح له بالتقدم؛ لعرض كل ما لديه؛ كي نأخذ منه ما يفيدنا وما نرغب به، ونبتعد عن كل ما لا يمكن أن يمدنا بأي لون من ألوان الفائدة التي نطمح إليها؛ لذا نبادر بالرفض ونحن لا ندرك عن أي شيء (أي شيء)، ويغلب علينا الجهل والتجاهل، الجهل لكل ما يجدر بنا فعله، والتجاهل لضرورة الإنصات لصوت الضمير الذي يحرص على أن يبلغنا بأن السماح لخيار التغيير وما يحمله في جعبته من جديد، سيوفر لنا الأفضل، وللأسف ولأن هذا الوضع قد تمكن من الكثير منا منذ زمن بعيد.. نجد أن تقدمنا نحو الأفضل يكون ـ ولكنه ـ مع من يدرك ما يريده وكيفية حصوله على ذلك، وفي الوقت الذي يحدده لنفسه، في حين أن من لا يتمتع بقليل ما قد ذُكر لن يستطيع الصمود، ولن يستمر بتاتاً، وسيلفظ النجاحَ من جوفه وهو يحسبه الفشل، الذي سيصاحبه كل الوقت وهو يعتقد بأنه حليفه، وأنه الأفضل بالنسبة له، وإن لم يكن كذلك. إن التغيير هو أهم ما نحتاج إليه في حياتنا المُحافظة على نبرة واحدة لا نملك سواها، وهو ما ندركه حين نشعر بأن الألوان هي ذاتها، وكل شيء فيها يحافظ على جلده، كما هو.. وإن عبثت به الظروف؛ ليظل بذلك المحيط الذي يحيط بنا من كل جانب بكل ما فيه كما هو، دون أن ينحرف عن جادته بتاتاً، حتى وإن فُتحت له الأبواب؛ كي يفعل، وهو كل ما سيجعلنا نظل نحن أيضاً حيث نحن، لا جديد لنا أو معنا؛ ليقف بصفنا، ونشعر به أصلاً؛ لأننا وبكل بساطة سنكون قد فقدنا الإحساس بأي شيء من تلك اللحظة التي نبذنا فيها (التغيير) ورفضناه، ولم نسمح له بأن يكون؛ كي يكون لنا ما نريده. من القلب وإليه قد لا يحمل التجديد معنى التغيير ولا يتطلبه؛ كي يتحمله، ولكن التغيير يفرض عليك التجديد، ويحمله بقدر ما يتحمله، فهو ما ينادي بالأفضل من خلال فرض تجربة عريضة النفع والفائدة تستحق المحاولة من أجلها، ومن أجلك قبل أي شيء، وذلك؛ لأنك أكثر من سيستفيد من النتائج التي ستنجم عن التغيير حين يكون، ووحدك أنت من سيفوز بفرصة اختبار الحياة من جديد، وإدراك ما قد فاتك منها، وتجربة ما قد سبق لك، وأن تعرفت عليه فيها، ولكن من زوايا جديدة، ستوفر لك العديد من الفرص، التي ستدرك معها قيمة كل ما تملكه وبشكل جيد ستدرك من خلاله إجابات بعض تلك الأسئلة التي ولربما تحوم من حولك، وتتعلق بحقيقة كل ما تملكه، وكيفية وصولك إليه، وستوفر لك السبل التي ستساعدك على تحسين وضعك وتحويله لكل ما هو أفضل وأجمل، وهو كل ما سيتوافر لك حين تسمح بالتغيير، وتقبل به سُنة لحياتك، التي تحتاج منك بذل الكثير من الجهود الحقيقية؛ كي تؤكد على حقك منها فتدركه جيداً، وهو ما نتمناه لك ولنا جميعاً كل الوقت. وما هو الجديد هذه المرة؟ إن الجديد هو الأمر الذي سنُطلعكم عليه، وهو أن هذا المقال قد كُتب منذ مدة، وبرغم أنه لم يُنشر حينها، إلا أن ذلك لم يقف أمام ضرورة نشره الآن، خاصة أنه المقال الذي يحمل في جعبته كل ما يتوافق مع الإنسان وتطوره، وإن مضى من الزمن ما قد مضى، فوحده الإنسان ما يهم أي مجتمع يكون فيه، بحكم أنه المُعمِّر الذي يُعمِّر كل ما حوله، إضافة إلى كونه أهم موارد المجتمع التي تساعد على تنميته، وهو ما قد ذكره سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في خطابه الأول، الذي أكد فيه أهمية الإنسان، وضرورة تطويره بحكم أنه أساس التنمية، خاصة أن المحافظة عليه من أهم الشروط التي ستضمن للمجتمع رقيه وتطوره وتألقه، فهو الصواب بعينه، وما يجدر بنا جميعاً الأخذ به، والتأكيد عليه وتحقيقه، من خلال التزام كل واحد منا بمهمته.. مهما كان حجمها؛ لنرتقي ويعلو اسم قطر عالياً، ونحافظ بذلك على المرتبة التي بلغتها قطر بفضل الله علينا، وجهود الوالد سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني من قبل، وجهود سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى مع هذا العهد الجديد، الذي نسأل الله فيه لقطر رخاء الفكر والإبداع.