15 سبتمبر 2025

تسجيل

الالتزام بالإقلاع عن التدخين

02 يونيو 2021

شاركت دولة قطر دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، والذي وافق اول امس الاثنين الـ 31 من مايو الجاري، وجاءت اخر الاحصائيات في بلادنا الحبيبة - حفظها الله - بأن نسبة تدخين منتجات التبغ بين الأشخاص البالغين في قطر 1 لكل 4 أشخاص. وقد بذلت الجهات المعنية بالدولة مجهودات ضخمة وواضحة في العمل على تعزيز جهود مكافحة استهلاك التبغ بمختلف أنواعه، وتوعية المجتمع القطري بالأضرار الصحية والاقتصادية والدينية والمجتمعية التي تنتج عن ممارسة تناول التبغ بأنواعه خاصة بين فئات الشباب. مجهودات واضحة ما تقوم به الجهات المختصة من مجهودات واضحة لمكافحة هذه الآفة الاجتماعية الضارة لا يُؤتي أُكله الا بتضافر افراد المجتمع وفئاته المختلفة، وتفاعله الايجابي مع هذه الحملات والمبادرات، والرأي العام يشهد في كثير من الاوقات طوال العام واثناء الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ تقام عدة مبادرات مجتمعية ورسمية تثمر نتائج ايجابية نوعا ما، وما ينقصها هو تفاعل فئات المجتمع وافراده مع هذه المجهودات، وتقام تلك الحملات والمبادرات بالتعاون بين الجهات المختصة في وزارة الصحة العامة ومؤسستي حمد الطبية والرعاية الصحية الأولية والجهات الاخرى ذات العلاقة ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني، والتي تسعى دوماً لتحقيق الأهداف الصحية لمكافحة التبغ من بينها، إنشاء نظام وطني لرصد استهلاك التبغ يشمل نظام الرعاية الصحية الأولية وإجراء مسوحات منتظمة للتدخين وفقاً لتوصيات نظام الرصد العالمي للتبغ، وتطبيق إطار عمل لتنفيذ القانون الأميري رقم 10 لسنة 2016 بشأن الرقابة على التبغ ومشتقاته الذي ينسجم مع سياسة وقرارات دولة قطر بمكافحة هذه الآفة، والتزام الدولة باتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ، والموافق والمصادق عليها من قبل دولة قطر، حفاظا على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين. كما وفرت مؤسسة الرعاية الصحية الاولية ومركز مكافحة التدخين خدمات دعم للأشخاص الذين يرغبون في الالتزام بالإقلاع عن التدخين، ووفرت قطر العديد من العلاجات الحديثة الخاصة بالأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين ومنتجات التبغ، برامج المعافاة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية التي توفر 13 عيادة للإقلاع عن التدخين تتواجد في 11 مركزا صحيا، وهي مراكز: الغرافة، مسيمير، عمر بن الخطاب، الظعاين، أبو بكر الصديق، روضة الخيل، الرويس، لعبيب، الوكرة، مركز جامعة قطر الصحي، ومركز الوعب الصحي، ويمكن حجز موعد بأي من تلك العيادات بغض النظر عن مكان الملف الصحي للمراجع، وتقدم الاستشارات في هذه العيادات عبر الهاتف حالياً تماشياً مع إجراءات مكافحة كوفيد 19. ما يجب أن نعرفه من أضرار التدخين جميع مبادئنا الدينية والاجتماعية وموروثاتنا من عاداتنا وتقاليدنا تنادي بالامتناع عن ممارسة هذه الآفة الضارة، وهناك كثير من الاضرار الواضحة التي لا ينكرها المدخنون أنفسهم في جميع الجوانب سواء الصحية في التسبب في انسداد الشرايين والاوردة، وبالتالي سهولة الاصابة والتعرض للجلطات القلبية والدموية والاصابة بالتقرحات المعدية وامراض الانف والحنجرة التي يسببها التدخين بشكل مباشر، وغيرها من الامراض الاخرى التي ظهرت جلياً عند انتشار وباء فيروس كورونا، وتعرض المدخنين للاصابة اكثر من غيرهم بنسبة 50‎%‎ لتفاقم الحالات التي تقلل من قدرة الجسم على استخدام الأكسجين، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي ومشتقاته، بالاضافة الى الاضرار الاقتصادية في الصرف البذخي على جميع انواع التدخين الذي يصل الى مرحلة الادمان، كما تظهر اضراره المجتمعية في انعزال المدخن عن اقرب الناس اليه من جراء استخدامه لهذه الآفة غير الاجتماعية، حتى في العلاقات الاسرية الضيقة، حيث ينفر افراد الاسرة من المدخن وآثاره الضارة على بقية افراد اسرته، لتعرضهم للتدخين السلبي ورائحته الكريهة بالبيوت التي ينفر منها افراد الاسرة خاصة النساء، بالاضافة الى الاضرار السلوكية التي يدعو ديننا الحنيف الى تقويمها بين افراد المجتمع، الله جل وعلا حرَّم تناول التبغ ومشتقاته لأنها تدخل ضمن الخبائث التي تسبب اضرارا للانسان، قوله عز وجل: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4]، وقال في وصف النبي ﷺ: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157]، ثم إن الأطباء قد أجمعوا وأجمع الناس على أنَّ مضارَّه عظيمةٌ، وأنه يُسبب أمراضًا كثيرةً، وشرًّا كثيرًا، ويموت بسببه جَمٌّ غفيرٌ، هذه الأضرار تُبين خبثه - نسأل الله العافية. الالتزام بالإقلاع عن التدخين شعار رفعته الجهات الصحية بالدولة نرجو ان تحقق اهدافها من هذا الشعار، وتستقطب أكبر عدد من المدخنين للاقلاع عن هذه الآفة الضارة، حيث يبذل مركز مكافحة التبغ بمؤسسة حمد الطبية وهو مركز مشارك بمنظمة الصحة مجهودات كبيرة في مساعدة الاشخاص ممارسي عادة التدخين، وجاءت الاحصائيات أن نسبة الذين توقفوا من التدخين من مراجعي العيادات المتخصصة للاقلاع عن التدخين خلال عام 2020 بلغت 23 %، كما أن النسبة في الربع الأول من عام 2021 وصلت إلى 17.4. كسرة أخيرة مجتمعنا المحافظ يستهجن ممارسة هذه العادة السيئة في تناول التبغ ومشتقاته، وكبيرنا وصغيرنا نساء ورجالا نتفق جميعا ان اضرار التدخين تصل الى وصفه بالخبائث ورغم ذلك لا يتورع شبابنا عن التباهي بين اقرانه بأنه يتناول السجائر واستخدام الشيشة، التي يمارسها شبابنا عادة لا يرجو منها فائدة بل ضارة، ومن هنا ادعو كل شاب او امراة مدخنة وعت واستوعبت اضرار هذه العادة ووجد في نفسه او نفسها ان يكون صالحا في مجتمعه، ان يتوجه فورا الى المراكز والوحدات التي اقامتها الجهات الصحية بالدولة للاقلاع عن ممارسة هذه العادة السيئة والدخيلة على محتمعاتنا. لمزيد من المعلومات حول الإقلاع عن التدخين وخدمات الدعم المتوفرة يرجى الاتصال بخدمة حياك التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الرقم 107 أو بمركز مكافحة التبغ بمؤسسة حمد الطبية على الرقم 50800959 للحصول على مزيد من المعلومات أو بالرقم 40254981 لحجز موعد. وعافانا الله واياكم واتم علينا الصحة والعافية. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية ‏[email protected]