تناقض سعودي جديد

دليل جديد على فشل إستراتيجية دول الحصار تجاه قطر ومحاولة النيل من سيادتها وفرض قيود على سياستها الخارجية، يتمثل فيما كشفت عنه صحيفة لوموند امس من سعي السعودية لمنع اتمام صفقة بيع منظومة دفاعية روسية الى قطر . الانزعاج السعودي يكشف كم الاحباط والتخبط والتسلط والتناقض الذي تعيشه  المملكة . ويبدو ان اقتراب مرور عام على الحصار دون تحقيق اي من اهدافه اصاب دول الحصار بداء باتت فيه بحاجة الى منظومة لمعالجة الاكتئاب لديها، بعد ان تأكد فشل الحصار الذي أقدمت عليه دون اي سند او مبرر شرعي منذ عام، وبات هذا الحصار عبئا على فارضيه. إن محاولة الضغط على قطر بمنع تعزيز منظومتها الدفاعية يكشف نوايا لدى دول الحصار بأطماعها غير المتناهية في قطر، كما يكشف تخبطها بعد ان احرقت جميع أوراقها دفعة واحدة في بداية الحصار وبات عليها ان تبحث عن مخرج لإنهاء الحصار  الذي اقدمت عليه بدون هدف. ويبقى السؤال ما الذي يزعج السعودية في حصول قطر على منظومة دفاعية هي نفسها سعت للحصول عليها؟ سوى انها الرغبة في التسلط والتفوق العسكري والتنمر على الجيران وهو ما ترفضه القوانين والقواعد الدولية. إن انزعاج دول الحصار من تعزيز قطر لحدودها بمنظومة دفاعية يكشف نوايا سيئة ويتطلب تدخل المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المهزلة التي تورطت فيها دول الحصار بشكل يهدد الاستقرار الاقليمي في واحدة من اهم المناطق حيوية للعالم بما تمتلكه من مصادر للطاقة.