26 أكتوبر 2025

تسجيل

ما سيحققه الالتزام بهذه الكلمات البسيطة

02 يونيو 2015

لا شيء يبقى على ما هو عليه؛ لذا شئنا أم أبينا فسنخضع للتغيير، الذي سيُمسك بنا وإن حاولنا الهروب، وبما أنها الحقيقة، التي سندركها دون شك في مرحلة من مراحل الحياة فإنه ومن الأفضل أن نسلم بها منذ البداية، ونقوم بكل ما يتوجب علينا القيام به على هذا الأساس، فلا نسرف في الاهتمام به، ولا نتركه دون أن نلتفت إليه على خير وجه، وهو ما سيضعنا أمام واجب أساسي ألا وهو الإخلاص وبتركيز على مهامنا في الوقت المُخصص لها دون أن نتمادى وذلك؛ كي نضمن النتائج التي سنخرج بها منها، حتى وإن انتهينا من تلك المهام انتقلنا لغيرها؛ كي نبدأ من جديد، دون أن نغفل ما قد سبق لنا وأن حققناه وخرجنا به، ويمكن بأن نستفيد منه كخبرات ستدلنا على الصواب متى اختلفنا عليه. هناك الكثير من اللحظات التي نتمنى لها الامتداد، فهي تقدم لنا الكثير مما نفرح به؛ لذا وحين تدنو النهاية نفر نحوها البداية؛ كي نسترجعها، وذلك بالتفكير في كل ما قد تقدمنا به، وبخوض تلك التفاصيل الصغيرة التي لم نكن لنلتفت إليها في مواضع أخرى، غير أنها تصبح مُحببة في تلك اللحظات تحديداً، فنبدأ برسمها من جديد على ظهر سؤال (ماذا لو؟)؛ لنتمتع بكل ما سندركه لاحقاً، وسيأتي مختلفاً دون شك، ولكنه أبداً لن يتحول إلى ذاك المُخالف، الذي سيغير حقيقة ارتباطنا الوثيق بتلك اللحظات وما حققناه فيها.إن التمسك بما سبق لنا وأن عشناه يعني التزامنا بالماضي، وعجزنا على الالتفات إلى الحاضر وما يعقبه، وفي هذا الكثير من الظلم الواقع علينا أولاً، ثم على الآخرين ممن يأخذون حيزاً من مساحة الحياة لن يشغله سواهم، ولن نجد راحتنا مع غيرهم ممن ومن الممكن بأن يشغلوا ذاك الحيز؛ لذا يجدر بنا التفكير وبشكل جدي بكل ما نقوم بفعله، ثم بكيفية فعله؛ كي نتقدم بالأكثر جودة والأفضل دون شك، فهو ما نحتاج إليه في حياتنا حين نتمسك بماضٍ لابد وأن نسمح له بالمضي؛ كي نتابع ما ينتظرنا، ويستحق منا كل ما نملكه، فنحصد من بعد الالتفات إليه كل ما نستحقه نحن. ما الذي تحمله هذه الكلمات؟ إن هذه الكلمات التي طلت في هذا اليوم موجهة لكل من يجد نفسه في زاوية واحدة لا يستطيع الخروج منها، ويشعر أن غيره قد تفوق عليه وأصبح في الصفوف الأمامية في حين أنه لا يستطيع بلوغها تلك الصفوف، وهو ما سيكون من نصيبه إن تمسك وتشبث برأيه دون أن يفتح الباب أمام تلك الفرص الجديدة التي تنتظره ويستطيع الاستمتاع بها متى أخذ بالتالي: ما كان من الأمس دعه للأمس، ولا تخرج منه محملاً بالكثير؛ كي تتمكن من التحليق كما تريد، وهو ما لا يعني تخليك عن الماضي، ولكن عدم تمسكك به لدرجة تعجز معها عن رؤية ما ينتظرك ويحمل لك الكثير بين طياته، فإن سبق لك وأن فعلت، وكان منك ذلك في الماضي، فلا تُكرر ذات الحكاية، ولكن حلق؛ كي تعرف الجديد الذي ينتظرك، ويحتاج منك إلى الكثير من التسامح، الأمل، والثقة. أما التسامح فهو ما تحتاج إليه؛ كي تطهر قلبك فلا تسير به وهو يحمل الكثير من البغض الذي سيحجب الرؤية عنك بعد أن يُصيبك بالعمى، وتفقد بذلك قدرتك على التمييز بين ما يليق وما لا يليق بك بتاتاً، وأما الأمل فهو ما سيمنحك الحياة وسيجعلك تبحث عن ثغرة؛ كي تطل من خلالها بثقة أكبر تحتاج إليها قدراتك، التي ستنمو معها وستتضاعف؛ لتصبح كبيرة لدرجة ستسمح لك بالوصول حيث تريد وتستحق، وهو ما سيكون لك وللجميع بإذن الله تعالى متى كان الالتزام بتلك الكلمات البسيطة التي سبق ذكرها.