13 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بعدَ الزلزالِ.. من أجلِ قطرَ نعملُ وباسمِها نتحدث (2)

02 يونيو 2015

عندَ الحديثِ عَمَّا بعدَ زلزالِ الفيفا، فإنَّنا ننطلقُ من كَـوْنِ دورِنا، إعلاميين وكُتَّاباً، لا ينبغي أنْ يُحْصَـرَ في صحفِـنا الـمحليةِ الـمكتوبةِ بلغتِـنا العربيةِ، بل يجبُ إعدادُ وسائلَ لتفعيلِـهِ في صحفِـنا الـمكتوبةِ بلغاتٍ عدةٍ. ولنكن واقعيينَ فنُـقِـرُّ بأنَّ كتابتَنا لـمقالٍ أو تحليلٍ باللغةِ العربيةِ لا يعني قدرتَنا على صياغتِـهِ بنفسِ القوةِ والروحِ والتأثيرِ باللغاتِ الأخرى حتى لو أجدناها، معَ الإقرارِ بوجودِ بعضِ القادرين على ذلك، إلا أنَّ الأغلبيةَ لا تستطيعُ ذلك. ومن هنا، نتمنى لو تَمَّ التنسيقُ بين إداراتِ الصحفِ، واللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، ووزارة الثقافةِ والفنونِ والتراثِ لإعدادِ مترجمينَ مواطنينَ، من الجنسينِ، مُتَـمَكِّنينَ من لغتِـنا العربيةِ وإحدى اللغاتِ الأخرى، تكونُ مهمتُهُم ترجمةَ مقالاتٍ وتحليلاتٍ مُختارَةٍ لكُتَّابِنا وإعلاميينا إلى تلك اللغاتِ بحِـرْفِـيَّـةٍ ومهارةٍ تنقلُ روحَها وقوتَها فتُـؤثِّـرُ إيجاباً في القارئ غيرِ العربيِّ.ومادُمْـنا نتحدثُ عن التأثيرِ، فيجبُ أنْ نُوَضِّـحَ أنَّنا لا نقصدُ به الجانبَ السياسيَّ الـمَحْضَ، وإنَّما نَقْـلُ واقعِـنا، دولةً ومجتمعاً وإنساناً، إلى الآخرينَ ليروا أنَّ الصورةَ في حقيقيتِها ناصعةُ البياضِ، وأننا شعبٌ حيٌّ نتفاعلُ معَ أشقائِـنا في العروبةِ والإسلامِ، وأخوتِنا في الإنسانيةِ، ونعيشُ معهم أحلامَهُم وآمالَهُم، ونَشقى لعذاباتِهِم وآلامِـهِم. فالآخرونَ لا يعرفونَ الكثيرَ عن هيئاتِـنا ومؤسساتِـنا الـمَدَنيَّـةِ التي تُعنى بالشأنِ العامِّ وقضايا الـمجتمعِ والعملِ الخَيريِّ، بل إنهُم يعتقدونَ أنَّ التبرعاتِ وحدَها هي الـمجالُ الذي نعملُ فيه، وتغيبُ عنهم الصورةُ الكُلِّـيَّـةُ لبلادِنا بمؤسساتِها الرسميةِ والأهليةِ التي تُوَضِّـحُ مدى الجهدِ الهائلِ الذي تبذلُـهُ في دَعْـمِ الشعوبِ في مجالاتِ الاقتصادِ والتعليمِ والإغاثةِ، كجزءٍ يُعَـبِّرُ عن التزاماتِها، قيادةً وشعباً، تُجاهها.من الـمهمِّ الانطلاقُ لـمخاطبةِ الشعوبِ بلغاتِها في بلدانِها، وبخاصة تلك التي نتشرَّفُ بوجودِ جالياتٍ كبيرةٍ منها تعملُ في بلادِنا، كالجالياتِ الهنديةِ والنيباليةِ والباكستانيةِ، مع الاهتمامِ أكثرَ بتوجيهِ خطابِنا الحضاريِّ والإنسانيِّ لشعوبٍ كبيرة كالصينيين والروس والشعوبِ الناطقةِ بالإنجليزيةِ والفرنسيةِ والإسبانيةِ. وهذه ليست مهمةً مستحيلةً، بل هي مُمْـكِـنَـةُ التحقيقِ نظراً لتوفُّـرِ الكادرِ البشريِّ الوطنيِّ الـمُؤهَّلِ تعليماً وثقافةً واحتكاكاً بالشعوبِ، والأمر بحاجةٍ لإعدادِ مشروعاتٍ للإعدادِ والتأهيلِ، وخططٍ لاتفاقاتٍ ثقافيةٍ مع الدولِ تُمَكِّـنُ صحافتَنا من التوزيعِ فيها. وأيضاً، نؤكِّـدُ أنَّ ذلك سيكونُ مُقَـدِّمَـةً لاجتذابِ الاستثماراتِ وإقامةِ مشروعاتٍ مُشتَـرَكةً على الـمَديينِ القريبِ والبعيدِ، وركيزةً لتفعيلِ العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ مع الدولِ وشعوبِها.الانطلاقُ نحو التأثيرِ في الشعوبِ إيجاباً، لا يخدمُ مسيرتِنا الـموندياليةِ وحَسبُ، بل يخدمُ رؤيتَنا الوطنيةَ لسنةِ 2030م وما بعدها، ويُضيفُ بُعداً جديداً لنطاقِ تأثيرِنا الحضاريِّ والإنسانيِّ، وأساساً لتأثيرِنا السياسيِّ. وكم رائع لو كانَ ذلكَ مهمة عِـمادُها وواجهتُها الإنسانُ القطريُّ الأقدرُ على نَقْـلِ الواقعِ الحقيقيِّ لبلادِنا إلى الآخرينَ.كلمةٌ أخيرةٌ:بلادُنا تستحقُّ الأفضلَ، والأفضلُ هو سعيُنا من أجلِ كتابةِ اسمِها بأحرفٍ من نورٍ في سِجِـلِّ الإنسانيةِ والحضارةِ، وفي الذاكرةِ الجَمْـعِـيَّةِ للشعوبِ.