25 أكتوبر 2025

تسجيل

جائزة كتارا

02 يونيو 2014

أطلقت منذ عدة أشهر في الدوحة، جائزة جديدة للرواية العربية، لتنضم لجوائز أخرى أطلقت منذ سنوات، وأصبحت بمرور الوقت، جوائز راسخة، أسهمت بشكل ما في انتشار الأدب العربي محليا، وسفر بعضه إلى لغات أخرى، وبالتالي مزيد من الانتشار. الجديد في جائزة كتارا القطرية، بجاني قيمتها المادية اللافتة للنظر، هو تعدد الجائزة بحيث لا تشمل كتابا واحدا ولكن عدة كتب، أي أن عددا من المبدعين يحصلون عليها في نفس العام، وأيضا إمكانية الترجمة للغات أخرى، وتحويل العمل إلى مسلسل درامي، وبالتالي تكون قطر وفي سعيها الدائم لتطوير الحياة، وابتكار ما يعد ابتكارا حقيقيا، حققت ربطا جيدا بين عدد من الفنون مجتمعة تمس كتابا واحدا، يمنح عدة جوائز في الوقت نفسه.أنا سعيد بهذه الجائزة بالتأكيد كما سعدت من قبل بجائزة البوكر العربية، وجائزة الشيخ زائد بشعارها الجميل: تقديرا لكل مبدع، وغيرها من الجوائز العربية هنا وهناك، وأسعدني أن شاركت في تحكيم إحداها ونال المبدعون ما اجتهدنا لجعله تقييما منصفا. الحقيقة، إن الجوائز التي تحمل قيمة مادية عالية، وتقديرا عاليا أيضا، جاذبة للكل، ولا يوجد مبدع صغير أو كبير في الوطن العربي لن تدغدغ جائزة كتارا الجديدة أحلامه، وتدفعه للإسراع بالمشاركة لعله يكون صاحب الحظ في نيل إحدى الجوائز المقدمة للرواية، أو ينتقل بعمله للترجمة والدراما وأتذكر فيه المناسبة أغنية لشاعر محلي من شعرائنا، يقول فيها:أدلي دلوي مع العشاق يجوز أكسب. فالشاعر المحلي هنا، أراد أن يتحلق مع المتحلقين حول إحدى الجميلات الفاتنة، لعله يكون الفائز بقلبها.إذن الجائزة مغرية، خاصة لما هو معروف عن حال الثقافة والمثقفين في الوطن العربي، وتلك السير الحياتية العكرة التي يحملونها، من شقاء أثناء المخاض والكتابة، وإحراق للأحشاء وعروق الدم بالتوتر، ثم كتب يدفعون ثمن نشرها في الغالب لناشرين معظم تجار، ولا يهتمون بالكاتب إلا بوصفه مصدر عطاء بلا أجر، يرونها منتشرة بعد ذلك في كل مكان، ولا يعرفون شيئا عن حصادها. كلنا مررنا بتلك التجارب ذات يوم، ونحمل ذات السيرة الحياتية العكرة، لذلك حتما سنلتفت لجائزة مليحة مثل هذه، وإن لم يكن بالتقديم لها أو العمل على إخراجها، لكن بالشد على يدها، وشكر القائمين عليها بأنهم قدموا شيئا للأدب والأدباء.تحية لكتارا وجائزتها الجديدة، وفي انتظار أول دورة لها.