11 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما نتعرض له، وما نمر به، وما نراه في حياتنا، يشكلها لنا، ويجعلها بألوان حالمة أو داكنة؛ لنقبل بها أو نرفضها، وهو كل ما يعتمد على طريقة معالجتنا لها ولكل ما نعيشه فيها، فالحياة تأخذ بقدر ما تعطي والعكس هو الوارد وهو الصحيح، ولكن ما يجعلها أكثر تشويقاً وإثارة، ويجعل منها ولها قيمة عالية غير معالجتنا لها ولكل ما نمر عليه، هو مدى رغبتنا من التعلم من كل ما نتعرض إليه فيها، إذ ولربما نعيش منها موقفاً واحداً كجماعة، ولكن تخرج ردود الأفعال متباينة، وهو ما سيجعل الحياة كلها مختلفة؛ ليصفها منا من سيصفها وذلك بحكم ما يراه منها على أنها (جميلة)، بينما سيصفها الآخر على أنها (بشعة)، وهو ما لا يمكن بأن تحكم به؛ لأنه حقيقي بالنسبة لمن يقف أمامها من زاويته. والجدير بالعلم من كل ما ذُكر هو أن ما يهم فعلاً بكل هذا الموضوع هو كيفية جعلها تتغير للأفضل بدلاً من جعلها تبدو كما يراه أقرب الناس فيها إلينا، فالحياة ليست ما يراه غيرنا بالنسبة لنا، ولكن ما نراه نحن، وهي ليست ما نراه نحن بالنسبة لهم، ولكن ما نسعى إلى تحويلها إليه، وهو ما يمكن أن يُدرج تحت مسمى (التغيير للأفضل) أي كل ما ينضم لعائلة الإصلاح. يبدأ الإصلاح والتغيير الحقيقي من الذات، فالفرد يمثل بتجمعه مع أمثاله جماعة تكون وفي نهاية المطاف المجتمع الذي نعيش فيه جميعاً؛ لذا فإن التغيير الذي يبدأ ولابد وأن يكون يتوجب عليه أن يبدأ من هذا الفرد، الذي متى تمكن من إصلاح نفسه، بالتعرف على عيوبه ونقاط ضعفه جيداً؛ لتحسينها وتحويلها إلى نقاط قوة يمكن أن تفيده وتضيف اليه أكثر؛ لتمكن من إصلاح ما حوله وتغييره للأفضل أيضاً. إن الإصلاح وما يشمله من حب للتغيير يأخذ العديد من الأشكال في الحياة، وتعتمد جميعها على رغبة التغيير، وعلى ثقافة الفرد الذي يسعى إلى ذلك، وهو ما سيولد تلك الأشكال، التي وإن تنوعت وتلونت إلا أنها ستظل مبادرات حقيقية تسعى إلى التغيير إلى الأفضل، وما يفوق كل ذلك أهمية هو ادراك الهدف من العملية ككل، فهو ما سيوفر الكثير من الإجابات التي ستُحملنا وفي النهاية على العمل وبكل جد؛ لتحقيق ما نريده وما نسعى إليه منذ البداية، وبما أن الإصلاح هو أحد أهم الأهداف الأساسية التي تسعى صفحة (الزاوية الثالثة) إلى تحقيقها فلقد توجب علينا التطرق إلى موضوعه بتسليط الضوء عليه، فإليكم. من القلب وإليه بكلمات صادقة يغلبها الحزن والأسى نتوجه بخالص حروف العزاء إلى كل من فقد عزيزاً في حريق (فيلاجيو)، ونسأل الله له الصبر والثبات.