24 سبتمبر 2025

تسجيل

بأي ذنب؟

02 يونيو 2012

الوردة الآن حبر الحرب ، لاقمرٌ يعلو ، ولا ضفّة ٌ تدنو ، و لاسفنُ غفت نجوم الليالي عن متاهتنا و نام عنها سؤالُ الناس والمدنُ نامي احتمالاً جميلاً قبل أن تجدي في ساحة الموت من هانوا ومن وهنوا هذّبت موتي لأنأى بي فما اتسعت لبعض رؤياي نجوى ، أو بدا كفنُ *** في الوردة متسعٌ كي تكتب كلّ الأشياء طفولتها، كي أكتب عني ، عن صمتي ، عن وجعي النازف إذ أخطو في العتمة ، أو أدعو :" وصن ضحكة الأطفال ياربّ إنها / إذا غرّدت في ظامئ الرمل أعشبا ". *** للوردةِ أن نرمي حجراً ، أو نتوارى خجلاً ، أن نشقى بمحبّتنا ، أن نحذف كل الأسماء المجرورة من تاريخ الخوف ، للوردة أن تكبر فينا ، أن نبكي حين نلوّح للمشهد ، أن نكفر بالطاغوت ونفتح كل نوافذنا للشمس . *** الوردة قلقي ؛ ماذا لو نسي القارئ مرثيةَ الهذلي :" أودى بنيّ وأعقبوني غصة / وإخال أني لاحقٌ مستتبع ". لكن الورد تساقط بعد أفول الطاعون عن الكرة الأرضية ، كان الطاعون جديداً بقلوب حاقدة ٍ وسكاكين . الوردة قلقي ، تهذي بي اللغة العربية ، أنسى اسمي ، أتذكّر بيتاً رقّ له قلب ابن الخطّاب :" ما ذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ / زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ ". *** أشتاق إلى بلدي ، أتقرّى الأخبار العاجلة كسيفاً ، أمسح وجه الشاشة كي يبدو الورد جليلاً ، للقاتل مديته ، لي عيناي ، للذئب الليلُ ، ولي قمري ، أفتح حصالة عمري المترامي على أربعة عقود ، لو وزّعت عليهم هذا العمر أكان سيكفيهم ؟ *** الوردة قلقي ، نامي نامي يا شجراً أغفى في عجز أصابعنا عن نزف الحبر ، نامي يا خبز الشاشات ، الآن الموتى ينتظرون قيامتهم :" يا أكباداً تمشي على الأرض " ، فنامي . هل كان على دمهم أن يكتب هذا الطارئ حتى نصحو؟ ** الوردة تصحو، يرتبك الظلّ لينهض ، ألتمس لحزني أغنيةً ، أكتبُ أيضاً ، لي من هذا الوقت نصيبي كي أكتب أو أعجز ، لي متسعٌ في سبورة قلقي ، أكتب ما أغفى في دمي الحزن :" بلادٌ يحضنها هذا الورد لتصحو ..ستحلّق طيراً ، وتغنّي". ألتمس لهم باباً ، أو ثرثرةً بين الدرسين ، أو طبشوراً أبيض كي أسدل فوق كتابتهم خبراً ليس كأخبار الشاشة ، أو أجلس بين هلالين صغيرين لكي أنجو منّي.