17 سبتمبر 2025
تسجيليسافر كثير من أبنائنا للخارج من أجل اكمال دراساتهم هناك، فنجا منهم من نجا؟، ويواجه غيرهم مصير الضياع.. كما سمعنا ورأينا فى كثير من الحالات التى مزقت قلوبنا وجعلتنا نتألم لأولئك الطلاب الذين دفعوا ثمناً لغربتهم من رصيد حياتهم وصحتهم ودينهم. لعل كثيراً منا قرأ قصة الفتاة التى بعثت للشيخ العريفى حكايتها لتكون عبرة لمن يعتبر، فهى الآن فى ال 21 من عمرها، ووالدها امام مسجد..سافرت حين كان عمرها 17 سنة مع أخيها الذى يكبرها بعامين الى دولة أجنبية، وفى السنة الثانية لهما هناك تعرف هذا الأخ على مجموعة شباب فاسدين بدأ يتعاطى معهم الحشيش والمخدرات، وحين أصبح مدمناً عليها بدأت أخته تهدده بابلاغ والدهما اذا لم يقلع عن تلك المفسدات المدمرة، فوضع لها قرصاً من المخدرات فى العصير وهكذا أصبحت مدمنة، حتى فقدت عفتها بسبب رغبتها وأخيها بالحصول على المخدرات، وبعد تدهور حالتهما اتصلت فتاة من جنسيتهما كانت تدرس معهما بوالد الفتاة، وأخبرته بما يحدث، فأرسل لهما الأخ الأكبر فسارع بارجاعهما لبلدهما، وهناك أودعهما فى مركز لعلاج الادمان ليكتشف الطبيب بأنهما مصابان بمرض نقص المناعة الايدز.. وتقول الفتاة انهما قد تابا الى الله تعالى وبدآ بحفظ القرآن الكريم، وتبكى ندماً على ما حدث معها وعلى ضياع حياتهما هناك بدلاً من الدراسة. يجهل الكثير من الأهالى عن أمر فى غاية الأهمية، وهو ضرورة غرس الوازع الدينى فى الأطفال منذ الصغر، وذلك لأن الحياة لابد وأن تسير فى أحداثها، ولا يمكن لأبوين أن يبقيا أطفالهما تحت المراقبة طوال العمر، فلابد أن يزرعا فيهم الخوف من الله تعالى والرقابة الذاتية حتى يعرف الطفل كيف يحافظ على نفسه حين يصبح مراهقاً ويافعاً وحين يواجه مغريات الحياة ومفاتنها، فيعرف حينها أنه مراقب، وأن الله تعالى يراه حتى وان لم يكن والداه هناك... ان هذه القصة المؤلمة بالطبع ليست مقياساً على الجميع، فكم من الشباب والفتيات سافروا ودرسوا وحافظوا على أنفسهم من جميع المعاصى وسبل الضياع، بل ورجعوا لبلادهم أفضل مما غادروها، ولكن يبقى الأمر الأهم هو أن ينشأ الأبناء على الخوف من الله تعالى والشخصية القوية التى تؤثر ولا تتأثر، وبأن يكون رقيبهم هو ضمائرهم، وحدودهم هى الحدود الشرعية، لأنه من الصعب جداً أن يثبتوا فى الغربة حيث المفاسد والمفاتن وغياب الأهل وانعدام الرقيب. ولا بد بأن يقيم الآباء أبناءهم وما يمكن أن يواجهوه فى الخارج وان يفكروا ألف مرة قبل أن يلقوا بهم الى التهلكة... وقبل ذلك لابد أن يكونوا قدوة صالحة لهم ليكونوا صالحين مصلحين فكيف يمكن لغصن صغير أن ينمو معتدلاً اذا كان الفرع الذى يحمله مائلاً... وصدق من قال: مشى الطاووس يوما باعوجاج * فقلد شكل مشيته بنوه فقال علام تختالون؟ فقالوا: * بدأت به ونحن مقلدوه فخالف سيرك المعوج واعدل * فانا... ان عدلت معدلوه أما تدرى أبانا كل فرع * يجارى بالخطى من أدبوه؟ وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوده أبوه