23 سبتمبر 2025
تسجيلوُلد الدكتور مارك هايمن في سنة ١٩٥٩، أي أنه يبلغ من العمر ٦٣ عاماً، ولكنه في الواقع يبلغ من العمر ٤٣ عاماً، وفق عمر جسده البيولوجي! ألا يحدث ذلك في بعض الأحيان؟ أن نعرف شخصاً يبلغ من العمر عشرين سنة ونشعر من طريقة حركته وألمه من ركبته واعوجاج ظهره بأنه يبلغ أربعين عاماً؟ وفي المقابل نرى شخصاً يبلغ من العمر سبعين عاماً يركض ماراثوناً ويسافر مع أصدقائه ويعيش حياة كاملة كشاب عمره ثلاثين عاماً؟ عندما ننظر إلى كريستيانو رونالدو مثلاً، هل نصدق بأن هذا جسد رجل عمره ٣٨ عاماً؟! وعندما نشاهد كريم بن زيمة يُراقص الكرة ويسجل الأهداف، هل نعي بأن هذا الرجل صاحب الخمسة وثلاثين عاماً يقارع زميله الهداف فينيسوس جونيور ذي الاثنين وعشرين سنة! الفرق ما بين السبعيني الذي يشعر كثلاثيني، والعشريني الذي يبدو كأربعيني، هو طريقهم في الحياة. السبعيني مهتم بنفسه.. بصحته.. بجسده.. بوقته.. بعلاقاته. والعشريني لديه خلل ما في طريقة حياته. أنا لست هنا لإحباط العشرينيين الذين يشعرون بالتعب والإرهاق والملل، ولكني هنا لإعطائهم الخبر السعيد.. أنتم أيضاً يمكنكم أن تشعروا كشبان من جديد! وهذا ما يتناوله الدكتور مارك هايمن في كتابه (صغير السن للأبد) Young Forever، حيث يشرح الدكتور هايمن في كتابه الطريقة التي يمكن لأي انسان استخدامها كي يعود بنفسه وبصحته وبجسده، سنوات للوراء! والطريقة باختصار هي عبر إبطاء أو الإيقاف المؤقت لعملية التقدم بالسن، ويتم ذلك عن طريق تقليل الالتهابات، وتعزيز مضادات الالتهابات في الجسد. تسألوني كيف؟ بالوسائل التالية. أولاً، أكل الطعام الصحي والمتنوع، ابتداءً بالخضار والفاكهة لما لها من فوائد كثيرة على الصحة الجسدية والنفسية، ثم عبر البروتين الموجود في اللحوم والحليب والبقوليات والبذور والمكسرات، ومن ثم الدهون الصحية الموجودة في الأفوكادو وزيت الزيتون والشوكولاتة الداكنة، مثلاً. ثانياً، ممارسة الرياضة، والحركة الدائمة. الخمول يقتل والحركة تُحيي. وقد وجدت دراستين عملتهما جامعة هارفرد بأن المشي لمدة عشرين دقيقة فقط يومياً، قد تخفض احتمال إصابتك بأمراض القلب بنسبة ٣٠٪! ثالثاً، الابتعاد عن التوتر والقلق. فهو يزيد من عمر الانسان، ويقربه أكثر من الشيخوخة بيولوجياً! فتعلموا كيف تتعاملون مع قلقكم وتوتركم بحيث لا يكون المسيطر في حياتكم، والمرض الصامت الآكل من أعماركم! رابعاً، ابنوا علاقات اجتماعية قوية، يمكنكم الاعتماد عليها في السراء والضراء! فليكن في حياتكم ولو شخصا واحدا تفضفضون له أو تخرجون معه للاستمتاع بعشاء لطيف! خامساً، ناموا! النوم من أكثر الأفعال اليومية التي نستصغرها لأننا لا نشعر بخطر تجاوزها إلا بعد فوات الأوان! لا تنسوا بأن النوم لمدة تقل عن ٧ ساعات في الليل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب! وإن أردتم أن تعرفوا أكثر عن أهمية النوم اقرأوا كتاب (لماذا ننام؟) للدكتور ماثيو واكر. أخيراً، تعرضوا للشمس. العبوا. سافروا. اضحكوا. ساعدوا غيركم. عيشوا حياتكم لقضية أكبر منكم. تناولوا المكملات الغذائية إن كنتم لا تتناولون كفايتكم من الطعام. أضيفوا الحياة لسنواتكم، وأضيفوا عمركم إلى الحياة كما يقول الدكتور هايمن. و لا تأخذوا الحياة بجدية قاتلة. يُمكنكم أن تشعروا بأنكم أصغر سناً. يمكنكم أن تعيشوا وأنتم شبان، وكل ما عليكم أن تفعلوه هو أن تهتموا بأنفسكم وصحتكم وعلاقاتكم! فابدأوا بذلك.