23 سبتمبر 2025
تسجيلعانت أفغانستان منذ أكثر من عشرين سنة من حرب طاحنة حطمت البلاد وشردت العباد وبعد انتهاء هذا الصراع ما زالت أفغانستان تحت أزمة إنسانية خطيرة حيث يعاني ملايين الأفغان من الجوع والفقر وانعدام أبسط الاحتياجات الحيوية وغياب تام للاعتراف بحقوق الإنسان خاصة بالنسبة للمرأة. وفي ظل هذا الوضع المأساوي يتعين على المجتمع الدولي التحرك والتكاتف من أجل إيجاد حلول جدية لإنقاذ الشعب الأفغاني الذي يجب ألا يدفع فاتورة أي حكومة لا تحظى باعتراف وشرعية دولية. وفي ظل هذه الجهود ينعقد في الدوحة اجتماع أممي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة و21 دولة لبحث كيفية مساعدة أفغانستان للخروج من أزمتها وتجاوز التحديات الصعبة التي تمر بها لكن هذا الاجتماع يغيب حركة طالبان الحاكمة على أفغانستان في الوقت الراهن وهو ما يطرح استفسارا حول إمكانية تطبيق خطط إصلاحية وتنموية لصالح البلاد في ظل غياب تفاهم حقيقي مع الحكومة الانتقالية. لا يمكننا أن نعزل أفغانستان أو نقاطعها لأن طالبان تسلمت مقاليد الحكم فالشعب الأفغاني سيكون الضحية الوحيدة لهذه القطيعة والانسحاب الدولي سيضاعف المعاناة الإنسانية. على المجتمع الدولي تقديم العون والمساعدة الإنسانية التي يجب أن تكون مستقلة عن أي حسابات سياسية والطريق إلى ذلك هو الحوار مع الحكومة الانتقالية وإيجاد تفاهمات لترشيد سياساتها وخطاباتها تجاه المرأة، وضرورة التعامل مع هذا الملف وفق الحقوق المكفولة. الجهود المبذولة من قبل عدد من الدول والمنظمة الأممية مرحب بها ومطلوبة لكن يجب تفعيلها على أرض الواقع وذلك من خلال الحوار الشامل بحضور الأطراف الأفغانية.