19 سبتمبر 2025
تسجيلعلى مدى اكثر من 20 عاما استطاعت دولة قطر ان تحجز لنفسها مكانة بارزة في الساحة الدولية من خلال مساهماتها الكبيرة التي قدمتها في سبيل حل النزاعات الدولية والاقليمية والمساعدة في دفع الاستقرار وتعزيز قواعد الامن والسلم على المستويين الاقليمي والدولي. ولم تكن النجاحات التي حققتها دولة قطر في تسوية الكثير من النزاعات في المنطقة والعالم، سوى نتيجة طبيعية لسياسة الباب المفتوح التي تبنتها الدولة تحت رعاية قيادتها الرشيدة، والتي مكنتها من ان تكون وسيطا مقبولا لدى الاطراف المتنازعة، بل وان تكون مقصدا لكل الأطراف المختلفة الباحثة عن منابر للحوار وعن وسيط نزيه وموضوعي وغير منحاز.وفي هذا الاطار، فإن النماذج التي قدمتها دولة قطر فيما يتعلق بالوساطات الناجحة والجهود الانسانية، أكثر من ان تحصى، ابتداء من اتفاق الدوحة الذي رأب الصدع بين الفرقاء اللبنانيين في الوقت الذي كادت فيه البلاد ان تنزلق الى هاوية الحرب الاهلية، ومرورا برعاية وانجاز وثيقة الدوحة لسلام دارفور والتي اصبحت دستورا للسلام في هذا الاقليم السوداني الملتهب، فضلا عن مشاركتها البارزة في الجهود الاقليمية والدولية الكبيرة التي اسهمت في وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، بجانب اتفاق الدوحة للمصالحة الفلسطينية، وغير ذلك من وساطات اقليمية اسهمت في تعزيز الاستقرار بالمنطقة مثل وساطتها بين جيبوتي واريتريا.ولم تتوقف جهود قطر في دورها كوسيط لحل النزاعات فقط، وانما تجاوز دورها ذلك للقيام بأدور انسانية عديدة مشهودة وموثقة، مثل المساعدة في الافراج عن الرهائن والمخطوفين، ومثل دورها في اطلاق سراح راهبات معلولا وجنود قوات حفظ السلام الدولية في الجولان، بجانب عمليات كثيرة لتبادل الاسرى بين اطراف مختلفة.واليوم يتواصل الدور القطري من خلال ما أعلنه المجلس الأعلى للسلام في افغانستان، عن استضافة الدوحة خلال اليومين المقبلين لمحادثات مهمة بين وفد من الحكومة الافغانية وممثلين لحركة طالبان.. ان هذا اللقاء الذي تستضيفه دولة قطر، يشكل خطوة مهمة ربما تمهد الطريق لبدء مفاوضات رسمية بين الجانبين لانهاء النزاع الطويل في افغانستان.