15 سبتمبر 2025
تسجيلأمسِ الأول، كانت الروحُ الرياضيةُ على موعدٍ مع طعنةٍ جديدةٍ وَجَّـهَـها إليها لاعِـبا العربي والوكرة: عبدالله معرفيه وعلي رحيمة، الَّلذانِ دَلَّ تَصرفُـهُما ليس على انعدامِ الالتزام بالأخلاقِ الرياضيةِ فحسب، وإنما على عدمِ احترامِـهِـما للجمهورِ الذي يُتابعهما في الـملعبِ وعبر التلفاز أيضاً. ولا يعنينا أنهما قاما باحتضانِ بعضِـهِـما بعدَ نهايةِ الـمباراةِ، لأنَّ تصرفَـهُما أحدثَ جُرحاً غائراً في نفوسِـنا، ولطخَ الصورةَ التي نحرصُ على إبرازِها لـمُجتمعِـنا الـمُتَحَضِّرِ من خلالِ الرياضةِ. كم كان الـمنظرُ مُستَـهْجَناً، عندما بصقَ عبدالله معرفيه على وجه علي رحيمة، لدرجةِ أنَّ الاشمئزازَ طغى على نفوسِ الـمشاهدين فكانوا يديرون وجوهَـهُم عند إعادة اللقطةِ. وكم كان تبريرُ معرفيه متاهفتاً وهو يقولُ إنَّ علياً بصقَ عليه أولاً. وكم كانت شائنةً الحالةُ العَـنتريةُ الذي استحوذتْ على اللاعبينِ فانتظرنا أنْ يقومَ حكمُنا الوطنيُّ، عبدالله البلوشي بطردهِـما، لكن تقييمَـهُ لِـما جرى كان من زاوية ما أُتيحَ له رؤيتُـهُ من هذه الفاجعةِ السلوكيةِ الـمعيبةِ التي حلَّتْ بنا على غير انتظار. أما إدارَتا العربي والوكرة الَّلتانِ لم يُصَـرِّحْ مسؤولٌ فيهما بأنَّ اللاعبينِ سيُحاسبانِ ويُعاقَـبانِ، فإننا نقول لهما إنَّ الانشغالَ بالتنافسِ على الفوزِ بالـمبارياتِ يأتي في الـمرتبةِ الثانيةِ بعدَ الأخلاقِ الرياضيةِ الرفيعةِ التي تؤدي دوراً عظيماً في التكوينِ النفسيِّ السَّـويِّ للناشئةِ والشبابِ، ولا يليق التعاملُ معها كأمرٍ يصلحُ في التصريحاتِ الإعلامية فقط، والأحرى بإدارةِ العربي بخاصةٍ أنْ تُعاقبَ لاعبَـها بشدةٍ لأنَّ التاريخِ العريقِ في ترسيخِ الأخلاقِ الرياضيةِ للقلعةِ الحمراءَ لا يجوزُ السَّماحُ لأيِّ لاعبٍ أنْ يلطخَـهُ. من جهة أخرى، لابد من التأكيدِ على أنَّ لجنةَ الانضباطِ باتحادِ كرة القدمِ، ليستْ جهةً إشرافيةً على سلوكياتِ جميعِ الـمُتواجدين داخلِ أسوارِ الـملعبِ من إداريين وفنيين ولاعبين، وإنما تمتلكُ ، استناداً إلى قرار إنشائها، نوعاً من سلطةِ الضَّبطِـيَـةِ القضائية، وسلطةً تنفيذيةً تُخَـوِّلانَـها إجراءَ تحقيقٍ حول ما بَـدَرَ من اللاعبينِ ثم تحديدِ العقوبةِ التي تتناسب مع فداحةِ نتائجِ مَسْـلَكيهِـما. ونطالبُها بتسريعِ إجراءاتِها في هذا الصدد ليكونَ دورَها في بناء الأخلاقِ الرياضيةِ ملحوظاً بما يعودُ بالخيرِ على الحركةِ الرياضيةِ في بلادِنا، وعلى التكوينِ النفسيِّ السليمِ لأجيالِـنا الشابة. نعودُ للاعبِ علي رحيمة، الذي كنا ننتظرُ منه انضباطاً يتناسبُ مع كونِـهِ محترفاً يتواجدُ في الـملاعبِ منذ سنواتٍ طوال، لأنَّ الاحترافَ لا يقتصرُ على مهاراتِ اللعبِ والخبرةِ، بل يتعداهُما إلى السلوكِ وضَبْـطِ النفسِ، وذكَّـرَنا ما شهدناهُ من حماسةٍ مبالَـغٍ فيها في اندفاعِـهِ لردِّ الاعتبارِ بمرحلةٍ من العُـمرِ انقضتْ عند نَـيْـلِـنا الشهادةَ الإعداديةَ.نقول للاعب العربي، عبدالله معرفيه، إنَّ وجودَهُ في الـملعبِ يعني أنه شخصٌ آخر يُـمَـثِّـلُ الإنسانَ القطريَّ في ممارسَـتِـهِ للرياضةِ بأخلاقٍ عاليةٍ رفيعةٍ، ولا يمثلُ نفسَـهُ أو ناديهِ فحسب. وستظلُّ بصقتُهُ نقطةً سوداءَ في سِـجِلِّـهِ الرياضيِّ، وفي سِجِـلَّاتِ تاريخِـنا الكرويِّ. كلمةٌ أخيرةٌ:بعضُ الأمورِ لا تنعكسُ على أصحابِـها وإنما تَـسْـودُّ بها الصفحاتُ البيضاءَ لـمجتمعٍ بأكملِـهِ.