11 سبتمبر 2025
تسجيلالموقف العربي الجديد بشأن التعديل المحدود لمبادرة السلام العربية والذي عبر عنه رئيس الوفد الوزاري العربي رفيع المستوى الذي زار واشنطن قبل يومين برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية؛ ياتي في مرحلة دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية حيث تتواصل عمليات الاستيطان والتهويد والحصار والقمع في الاراضي الفلسطينية، في حين لا تزال عملية السلام مجمدة منذ تولي بنيامين نتياهو رئاسة وزراء اسرائيل. وبعد هذه الزيارة المهمة وما رافقها من تطورات وتداعيات، قررت الجامعة العربية عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي ترأسها قطر، لتقييم نتائج زيارة الوفد الوزاري العربي الى واشنطن واللقاءات التي جرت مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، بشأن تحريك عملية السلام. وتبدو اهمية هذا الاجتماع الذي ستعقده اللجنة واضحة نظرا للجدل الكبير،على الصعيدين الفلسطيني الداخلي وايضا الاقليمي والدولي، الذي رافق الحديث عن موافقة العرب على مبدأ تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا لحل الدولتين على حدود عام 1967. ومع الجدل الواسع الذي يدور حاليا حول التعديل الذي طرح على المبادرة العربية للسلام، يبدو ان التحرك العربي الذي قاده معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تنفيذا لقرارات قمة الدوحة الاخيرة، نجح الى حد كبير في القاء حجر في بركة عملية السلام في الشرق الاوسط، ووضع المجتمع الدولي واللجنة الرباعية وخصوصا الولايات المتحدة الدولة الراعية للمفاوضات، امام مسؤولياتها. ورغم كون هذا التعديل الذي طرحته اللجنة الوزارية ليس جديدا لانه تعبير عربي عن الموقف الرسمي الذي يتبناه المفاوض الفلسطيني منذ سنوات، الا انه يحاصر اسرائيل في الزاوية ويختبر جديتها الحقيقية ازاء الالتزام بالسلام، خصوصا في ظل الموقف العربي الرسمي الذي عبرت عنه قمة الدوحة بأن مبادرة السلام العربية التي تتبنى حل الدولتين على اساس حدود 1967، لن تظل على الطاولة الى ما لانهاية.