22 سبتمبر 2025

تسجيل

جريمة تجسس إماراتية جديدة

02 أبريل 2019

ما أن تمر فضيحة حتى تطل (أفعى التجسس) الإماراتية بأخرى ضد جيرانها ؛ فمنذ عامين استيقظ المجتمع الخليجي ومعه العالم على وقع فضيحة من العيار الثقيل بتورط أبوظبي في اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وما تبعه من مؤامرة الدس الإعلامي غير الأخلاقي واختلاق الأكاذيب ضد قطر، وبعدها بشهور كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تعاقد أجهزة الأمن الإماراتية مع شركات أمنية إسرائيلية لاختراق أجهزة الهواتف الذكية للتجسس على كبار المسؤولين القطريين، ومنذ أسابيع افتضح أمر خلية تجسس إماراتية تعمل فى جارتها سلطنة عمان. وبالأمس تكشَفَت خفايا حلقة ثالثة من مسلسل التجسس الإماراتي الرخيص بحق قطر، لكن هذه المرة من خلال قناة الجزيرة. حيث كشفت وكالة رويترز أن مجموعة هاكرز من الأمريكيين سبق عملهم لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ساعدت الإمارات في التجسس على رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة، وشخصيات إعلامية بارزة أخرى خلال الأسابيع الأولى لاندلاع الأزمة الخليجية الناجمة عن مؤامرة حصار قطر؛ مستخدمين فى ذلك برنامجا استخباراتيا يسمى"ريفين" وهو برنامج توظفه أبوظبي للتجسس على المنشقين عنها وملاحقة المعارضين لها. لنجد أنفسنا أمام خطيئة تجسس إماراتية جديدة. سجل الإمارات الحافل بالتجسس على جيرانها بقدر ما يفضح مؤامراتها ومساعيها العدوانية ضد جيرانها، فإنه أصبح مثيرا للشفقة على مسؤولي الإمارات الذين يشغلون أنفسهم ويرصدون الأموال للتآمر على الجيران والأشقاء. نتفهم أن تلجأ دول إلى التجسس على بعضها للاستفادة من تكنولوجيا أو تقنية بعينها، لكن أن تتبع مكالمات وهواتف غيرها، فتلك نقيصة أخلاقية ينكرها ويحرمها إسلامنا الحنيف وبقية الديانات السماوية. نقول للمسؤولين فى أبوظبي إن سجلات الدول تصبح محل تقدير واحترام الأسرة الدولية، عندما تكون حافلة بمبادرات الخير ومساعى ارساء السلام والانتصار للحق ونصرة المظلومين، والعكس تماما تصبح الدول محل ازدراء حين تهوى في مؤامرات التجسس والتحريض ونشر ثقافات الدم والخراب وتغذية الصراعات حولها. كما أن حضارات الشعوب والأمم لا تشيدها أعمال التجسس والتآمر على الأشقاء والجيران، ولكن تؤسس لها وتسمو بها سياسات التعايش السلمى، وعدم التدخل في شؤون الآخرين والانتصار لقيم الحق والخير.