إستراتيجية قطر لمكافحة الإرهاب

مكافحة الإرهاب بكل صوره باتت تشكل واحدا من ابرز مرتكزات السياسة القطرية، وتميزت الدوحة برؤيتها الخاصة في تلك المكافحة، واصبحت تلك الرؤية محل تقدير المجتمع الدولي، قادة دول وحكومات ومنظمات، لكونها تقوم على اساس ان مكافحة الارهاب يجب ان تشمل تجفيف منابعه ووقف دعمه، لا تقتصر على العامل العسكري فقط، بل تمتد إلى الوسائل التنموية وإعمار المناطق المتوترة، والحلول السياسية للمشاكل والقضايا، التي يتذرع بها الإرهابيون لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم التخريبية. لقد أولت قطراهتماماً كبيراً بقضية الإرهاب والتطرف، وتعد من أوائل الدول التي أصدرت قانوناً خاصاً بمكافحة الإرهاب عام  2014 وتعديلاته العام الماضي ليتضمن تعريفا للإرهاب والجرائم والأعمال والكيانات الإرهابية. وفي هذا السياق جاءت مبادرة الدوحة بتوقيع مذكرة التفاهم مع واشنطن للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب في يوليو الماضي، وهي تشمل التعاون بين الجانبين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب كالأمن والاستخبارات والمالية، وكثمرة للعمل المشترك لتطوير آليات مكافحة تمويل الإرهاب بين البلدين وتبادل الخبرات وتطويرهذه الآلية. وتكتسب تلك المذكرة اهميتها باعتبار ان  قطر اول دولة توقعها، ترجمة فعلية لسياساتها ومواقفها من الارهاب، بينما بقية الدول بما فيهم دول الحصار لم تحذو حذو قطرحتى الآن رغم الدعوات والمطالبات الامريكية لهم، وشغلت نفسها بترويج احاديث الافك والاتهامات الباطلة بحق قطر.!! واستمرت الجهود والتحركات القطرية على كافة الصعد للترويج لاستراتيجيتها وتنفيذها، سواء بالدفع بالمساعدات المالية وتبني مشروعات تنموية لتطويرالمناطق الفقيرة والمهمشة في كثير من الدول، كما استضافت وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية لمناقشة سبل مكافحة الارهاب وفق مفهومها التنموي، وكان احدث تلك المؤتمرات منتدى الدوحة الدولي السادس للسياسات الاستراتيجية  الذي اختتم امس الاول. يضاف إلى ذلك المؤتمرالسابع للرابطة الدولية لأكاديميات وكليات الشرطة الذي تستضيفه الدوحة من اليوم تحت عنوان "الاتجاهات الحديثة في مكافحة الإرهاب والتطرف" بمشاركة 42 دولة وأربع منظمات دولية متخصصة. أفعال قطر تثبت سلامة وصدق توجهاتها وسياساتها لاقتلاع الإرهاب من جذوره فحظيت بتقديرالمجتمع الدولي.