ضحايا حرب داعش

أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) في تقرير أصدرته أمس، عن مقتل 548 عراقياً وإصابة 567 آخرين، جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح بالعراق، خلال مارس الماضي. التقرير يوضح أن من جملة الضحايا المدنيين فإن 367 قتيلاً و174 جريحاً سقطوا في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، حيث تقود قوات الحكومة العراقية ومليشياتها مدعومة بطائرات التحالف الدولي ضد الارهاب؛ حربها ضد تنظيم داعش. ومع كون هذه الأرقام تبدو مخففة كثيرا، بالمقارنة مع التقارير الواردة خلال الايام الاخيرة من شهر مارس، على لسان مسؤولين محليين ومنظمات مدنية عراقية، عن سقوط مئات القتلى من المدنيين في معارك الموصل، بما يتجاوز كثيرا الحصيلة التي قدمتها بعثة الامم المتحدة في العراق امس؛ إلا أن هذه الارقام نفسها كفيلة بالتأكيد على حجم المعاناة التي يواجهها المدنيون العراقيون العالقون وسط خطر المعارك. إن الحصيلة من الضحايا المدنيين، التي لم تفتأ تنشرها المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية في العراق، تدفع الجميع كل يوم، بما هو مطلوب من جهد وتضامن دولي، لتذكير الاطراف العراقية والدولية المشاركة في معركة الموصل، لعمل كل ما يمكن عمله من أجل تجنيب السكان المدنيين ويلات هذه الحرب. مئات الآلاف من النازحين من الموصل وما حولها، يواجهون اليوم وضعا كارثيا، فيما تبدو السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الامم المتحدة غير قادرة بما يكفي لتوفير أدنى مقومات الحياة اللازمة لهم. الحرب ضد داعش، لا تزال بعيدة عن تقديم نموذج يضمن تجنيب المدنيين آثارها وتداعياتها.