11 سبتمبر 2025

تسجيل

لن نقبل إلا بما يليق بنا

02 أبريل 2016

التغيير كسمة نتطرق إليها بين الحين والآخر؛ لتضفي على حياتنا رونقاً مختلفاً ومخالفاً لكل ما قد سبق لنا وأن اعتدنا عليه هي خطوة لابد وأن نُقبل عليها؛ كي نكسر حاجز المألوف والعادي، أي ذاك الذي يحجب عنا التجديد، ولكن التمادي في اعتماد تلك السمة، ومنحها كامل الصلاحيات هو ما لا يجدر بنا بلوغه؛ لأنه ما سيجعلنا في حالة تجديد مستمر لن يسمح لنا بإدراك ما كان من الأمس أبداً، ومن ثم تثبيته والالتزام به؛ كي نورث أفضل ما فيه لمن سيعقبنا، بل سيفرض علينا معايشة الكثير من المستجدات التي سنفيق عليها وسننام على غيرها مما لن ندرك معه معنى إثبات الهوية وتثبيتها، وهو ما يمكن بأن يمتد إلى واقعنا فعلاً؛ ليعبث بملامحها تلك الهوية متى فتحنا الباب لكل الثقافات الجديدة، وسمحنا لها بتمرير عاداتها التي ستصبح مع مرور الوقت (خاصة بنا وإن كانت مخالفة لنا)، وتحديداً متى أقبلنا عليها دون أن ننظر في الأمر بكل اهتمام يسمح لنا بتنقية ما يدخل علينا قبل أن يتمكن من مجتمعنا فنفقد التحكم بزمام الأمور؛ لينفلت الجميع دون حسيب أو رقيب وسط حالة من الفوضى، التي ستجر معها الكثير من العواقب الوخيمة التي ستزيد الطين بلة، وستجعل الأوضاع أسوأ بكثير ما لم يتم التدخل الفوري والسليم؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما يمكن حدوثه من خلال اعتماد خطة تنقية كل ما يدخل على مجتمعنا ودراسته وبشكلٍ جيد سيُجنبنا الكثير مستقبلاً إما بشكلٍ جماعي تدعمه الجماعة، وإما بشكلٍ فردي يدعمه الفرد، الذي ومن الممكن بأن يُشكك في مدى فاعلية تلك الخطة، التي قد تبدو صعبة وإلى حد ما؟ ولكنها أبداً لن تكون مستحيلة، خاصة وأن الأمر لا يتطلب سوى الإصرار على فعل ذلك بالفعل.أحبتي: إن المحافظة على مجتمعنا من العادات الدخيلة ليس تخلفاً، ولكنه ذاك الواجب الذي يقع على عاتق كل فرد مسؤول تنبعث منه رائحة الغيرة المحمودة على دينه، عرضه، وأرضه، والوقوف لكل تلك العادات الدخيلة التي لا تتناسب مع مجتمعنا المحافظ لا يترجم قلة العقل، بل وعيه التام بضرورة فعل ذلك، وهو ما لا يستحق منا رفضه والوقوف له بالمرصاد، بل فتح كل الأبواب له؛ كي يمرق بسلام ويكون شريطة التزامه بعدم تجاوز حدود المعقول والمقبول، فوحده ما يتجاوزها تلك الحدود ما يستحق مقابلته بالرفض والرفض القاطع أيضاً؛ لأنه ما سيكون محملاً بالكثير من الأخطاء التي لن تخلف سوى الأخطاء -لا قدر الله ذلك.إن خوض موضوع هذا اليوم لم يكن من فراغ، ولكنه ما جاء؛ لتغطية تلك الأوضاع التي يعيشها البعض بشكل واضح وضوح الشمس في السماء الصافية، ويعيشها البعض الآخر وسط ضباب لا يسمح برؤية الحقيقة كاملة، وهي أننا نملك عادات جميلة جداً ذات قوام رشيق يسمح لها بالسير باعتدال على الصراط المستقيم، ودون أن يُسمح للخطأ بأن يكون أبداً، والحق أننا حين نعيش وسط مجتمع يتغنى بعادات تتمتع بذات المواصفات السالف ذكرها فلاشك أننا نعيش في نعيم لن نحتاج معه لعادات دخيلة لا طائل منها ولا فائدة، كتلك التي ينادي بها البعض، ويُشدد على أهميتها بين الحين والآخر باسم التطور، الذي لا أعتقد بأننا نحتاجه ومن الأصل طالما أنه لن يُضيف إلى فاتورتنا أي جديد يُذكر، ولكنه متى تمتع بما فيه من الفائدة ما يُذكر فلاشك بأننا سنفتح له الأبواب وسنسمح له بالدخول؛ كي يجد مكانه في عالمنا. من همسات الزاويةلا تقبل بأي شيء يُقبل عليك، فقط لأنه بلغك، ولا تقف مهزوزاً أمام كل دخيل يُفرض عليك، ولتكن صاحب موقف له وقفة صارمة تظهر من أمام كل ما يتظاهر بتوفير إمكانيات لا قدرة لها على إحداث التغيير الذي تسعى إليه.