عزل الاحتلال

أحرزت دولة فلسطين نصرا دبلوماسيا جديدا أمس، بانضمامها رسميا بالمحكمة الجنائية الدولية، ما يعد خطوة تاريخية مهمة في مسيرة النضال الفلسطيني لاسترجاع الحقوق الفلسطينية، وإرغام الكيان الصهيوني على احترام الإنسان الفلسطيني، لقد واصل الكيان الصهيوني الإرهابي ممارسة كافة أشكال التنكيل بالفلسطينيين حربا وتشريدا وأسرا، وماطل وسوّف في عملية السلام التي أصر عليها العرب والفلسطينيون وقدموا فيها مبادرات تلو المبادرات ولم تجد من هذا الكيان إلا الاستكبار والغطرسة والممارسة المنهجية لتغيير الأوضاع الديموغرافية وتهويد كل ما هو عربي وإسلامي، ثم هجّر الفلسطينيين من ديارهم وسلب أراضيهم، لتنتقل القضية الفلسطينية من أرض بلا شعب، إلى شعب بلا أرض، لتصبح في النهاية قضية بلا أرض ولا شعب، ويأتي انضمام فلسطين إلى الجنائية الدولية خطوة مهمة إذ تتيح على أقل تقدير تعرية الكيان الصهيوني أمام العالم والشعوب التي لا تعرف عنه إلا ما تسوقه آلته وأذرعه الإعلامية عبر دوله الراعية له وأشخاصه المنتشرين حول العالم، وفي مستويات أعلى قد يؤدي إلى نتائج جد خطيرة على الكيان الصهيوني وملاحقة طواغيته بقضايا جرائم الحرب، والتي تعني الكثير على المستوى السياسي، ولا يمكن فصل هذا الانتصار الفلسطيني، عن الواقع العربي الذي يشهد وحدة متنامية، خصوصا مع دخول "عاصفة الحزم" أسبوعها الأول وتدمير قواعد المتمردين والمتحالفين معهم، مما سيكون له أثر قوي على القضية الفلسطينية؛ فالوحدة العربية العامل الأساسي لنجاح أي خطوة في الحل النهائي للقضية الفلسطينية.إن نجاح الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لن يتحقق إلا عبر جهاد طويل بجناحيه الدبلوماسي والعسكري، تدعمه وحدة عربية قوية بدأت تتصاعد في الدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة خليجية والتي نتوقع أن تتبعها خطوات جادة لإصلاح النظام العربي برمته.