14 سبتمبر 2025

تسجيل

الديمقراطية العربية!

02 أبريل 2014

كيف يتمّ إرساء الديمقراطية في مجتمع ما؟ هناك ثلاثة أنواع من الخيارات، كما يذكرها المفكر الفرنسي جي هيرمت، الأوّل عن طريق الثقافة، والثاني عن طريق العوامل الاقتصادية والاجتماعية. أمّا الأخير فهو احترام حقوق الإنسان وإرساء قيم الحرية.هل الديمقراطية تصل للجميع بمن فيهم العرب والمسلمون، وهل هناك استثناء، جي هيرمت يرى أن هناك أفكاراً خاطئة، تزعم بأنّ الديمقراطية ليست في متناول الجميع، ويذكر ان أليكسيس دو توكيوفيل (1805 — 1859) أكّد على أهمية الطابع الجمعياتي والمساواتي، الذي ميّز الولايات المتحدة في زمانه، دون غيرها. بعد ذلك بفترة قصيرة، لم يفعل الانجليزي جون ستيوارت ميل (1806 — 1873) سوى التخفيف من هذا الافتراض الحصري بإضافة بلده إلى قائمة الشرف هذه، التي ظلّت أنجلوسكسونية وبروتستانتية. ثم إنّ العقول النيّرة بأوروبا اللاتينية والجرمانية والاسكندنافية — التي كان يُكِنّ لها ج.ميل مشاعر الاحتقار — قلّدتهما بعد ذلك واعتبرت بدورها أنّ بلدانها تلبّي المواصفات المؤهِّلة لممارسة الديمقراطية. لم تبق إلا "الشعوب الاستوائية"، حسب رأيهم، وحدها محرومة منها، وهذا السبب بالذات هو الذي فرض الوصاية الاستعمارية عليها بدعوى أنّ الأمم الديمقراطية هي أمم متحضّرة؟!ألان تورين، من جانبه يناقش جدلية إذا كانت الديمقراطية غير ممكنة إلا في البلدان الغنية، وهل صحيح أن النمو في البلدان المتخلفة يفرض وضع الديمقراطية جانبا وإعطاء الدولة والسلطة المكان الأول في عملية الإقلاع؟ وهو لا يوافق على هذه الأحكام، بل يرى استنادا إلى التجربة التاريخية "أن الديمقراطية والتنمية لا يسعهما العيش إلا باقتران احداهما بالأخرى. فإذا حددنا التنمية في وصفها تدبيرا سياسيا للتوترات التي تنشأ بين الاستثمار والنمو الاقتصادي وبين المشاركة المجتمعية، تصبح الديمقراطية شرطا لهذا التدبر ولا تعود مجرد نتيجة. ويكمن فشل الديمقراطية العربية في أنها اعتمدت بعد الخروج من الديكتاتورية على نتائج صناديق الاقتراع كما فعل الإخوان المسلمون ليدخلوا في إشكالية التنمية ومعضلاتها لكي يعود الاستبداد من الباب الآخر عن طريق الدولة العميقة! طعنت الديمقراطية العربية لأنه لم تكن هناك لا ثقافة حقيقية، ولا أرضية تستثمر العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ولا احترام حقوق الإنسان وإرساء قيم الحرية!!