17 سبتمبر 2025
تسجيلالغريبُ في بعضِ قراراتِ اتحادِ القدمِ أنَّها تُـتَّـخَـذُ وتُعْـلَـنُ دونَ مُقَـدِّماتٍ منطقيةٍ وبلا تشاورٍ مع إداراتِ الأنديةِ، فكأنه يتعاملُ مع الأنديةِ والإعلامِ بأسلوبِ الصدمةِ الـمُفاجِـئةِ، وهو واثقٌ أنَّ الضجةَ التي ستُثارُ في وسائلِ الإعلامِ والشارعِ الرياضيِّ لا تلبثُ أنْ تهدأ، وأنَّ الجميعَ سيتعايشونَ مع القراراتِ كواقعٍ مفروضٍ. أما الـمختصون والإعلاميونَ الرياضيون والجمهورُ فإنهم سيشعرون بأنَّ هماً جديداً أُضيفَ إلى همومِـنا الكرويةِ.قرارُ الاتحادِ بالسَّماحِ للاعبِ بالانتقالِ من ناديهِ عند بلوغِـهِ سنَّ الحاديةِ والعشرين، يضعُنا أمامَ واقعٍ كرويٍّ مستقبليٍّ جديدٍ لا ندري كيف سنواجهُـهُ، ولعلَّ قراءةَ القرارِ في نقاطٍ هي الأجدى لتبيينِ أوجهِ القصورِ فيه:(1) القرارُ جائرٌ، لأنَّ الاتحادَ يتعاملُ مع الأنديةِ وكأنَّها سواءٌ في إمكاناتِـها وقدراتِها الماليةِ على ضمِّ اللاعبينَ الـمُمَـيَّـزينَ، ولا يقرأُ واقعَـنا الكرويَّ بشفافيةٍ تُتيحُ تقويةَ القواعدِ الكرويةِ في أنديتِـنا، وتسمحُ ببروزِ منتخباتٍ وطنيةٍ قويةٍ.(2) القرارُ سلبيٌّ وينشرُ حالةً من اللامبالاة بروحِ التنافسِ على إعدادِ اللاعبِ الـمُنتمي لناديهِ، لأنه سيصلُ بنا إلى مرحلةٍ من تَكَـدَّسِ اللاعبينَ في أنديةٍ بعينِـها، في حين تفتقرُ إليهم معظمُ الأنديةِ الأخرى. والـمُشكلةُ، بل الـمأساةُ، أنَّ الأنديةَ التي تهتم بإعدادِ اللاعبينَ ورعايتِـهِـم منذ مرحلة الناشئين هي التي ستُعاني، في حين ستُتْخَـمُ الأنديةُ التي لا تهتمُّ بذلك لأنها تُعنى بفريقِـها الأولِ بصورةٍ رئيسةٍ ولديها القدرةُ على ضمِّ مَـنْ تشاءُ من اللاعبينَ لصفوفِـهِ.(3) القرارُ صُفريٌّ لا يُضيفُ عواملَ إيجابيةً تُطَـوِّرُ اللعبةَ، حيث سيكونُ ارتفاعُ أو انخفاضُ المستوى الفنيِّ للأنديةِ سببُـهُ احتكارُ اللاعبينَ أو الافتقارُ إليهم، وليس التنافسُ القائمُ على إعدادٍ سليمٍ لهم، والعناية بالفئاتِ السِّـنِّـيَّةِ الـمُختلفةِ.(4) القرارُ مُعَـطِّـلٌ للاعبينَ الـمُـتميزينَ، موهبةً وكفاءةً، لأنَّ تكديسَـهم في أنديةٍ بعينِـها يعني حرمانَـهم من الـمُشاركةِ الـمُستمرةِ في الـمنافساتِ، وهذا سيؤدي إلى ضمورِ مستوياتِهِـم الفنيةِ، وبالتالي إلى الاعتمادِ الـمُزمنِ على الـمُحترفينَ الأجانبَ، مستقبلاً.كلمةٌ أخيرةٌ:نتمنى لو قامَ الاتحادُ بالتشاورِ مع إداراتِ الأنديةِ والـمُختصينَ قبل اتِّخاذِ قراراتِـهِ التي ستنعكسُ آثارُها على كرتِـنا القطريةِ، بدلاً من حالةِ الفَـرْضِ والتعاملِ مع العاملين في الشأن الكروي، أجهزةً إداريةً وفنيةً، كموظفينَ عليهم التنفيذُ دون اعتراضٍ.