11 ديسمبر 2025

تسجيل

الاحتكار وجشع التجار.. إلى متى؟

02 مارس 2023

ما هو سر اختفاء بعض السلع الغذائية والاستهلاكية من الأسواق القطرية في الآونة الأخيرة؟ هل ذلك له علاقة كما يقال بالمصنع والإنتاجية؟ هل تجبرنا الحاجة لهذه السلع بعينها على دفع أضعاف السعر لدى بعض المحلات وبائعات الانستجرام؟ ماهي الحلول ؟ وهل ستكرر هذه المشكلة؟ ماهي الأسباب الحقيقية لاختفاء هذه المنتجات وفي هذا الوقت بالذات ؟ على سبيل المثال لا الحصر عندما اختفى نوع من الجبن وفلفل الشطة فترة وعادا للظهور على الارفف من جديد ولم نعرف حتى الآن لماذا اختفيا ولماذا عادا للسوق.. وهكذا ببقية المنتجات التي تختفي من الأسواق والجمعيات فجأة ثم تعود فجأة. ولاحظوا أننا نفتقد اليوم القشطة التي قد نجدها في بعض الأماكن ولكن بسعر يفوق المعقول. وخلال الفترة الماضية لاحظنا أن هناك شحاً أيضا لنوع من السيارات ولم تعد تتواجد حتى لدى الوكيل، ولكن قد تجدها في بعض معارض السيارات الأخرى وبسعر أعلى!!! كيف؟ ولماذا ؟ لا أحد يدري. طبعا نحن لا ننكر جهود المسؤولين في ضبط السوق المحلي، فخلال السنوات الماضية استطاعت وزارة التجارة والصناعة تجاوز العديد من الازمات التي تعتبر هي الأكبر من الاحتكار بكثير، وبالفعل في وقت كانت متوفرة لدينا جميع المنتجات المختلفة الأنواع والاسعار بفضل الله ثم قيادتنا الحكيمة. ان مسألة الاحتكار في السلع الغذائية والاستهلاكية وغيرها باتت تثقل كاهل الجميع مواطنين ومقيمين ماديا ومعنويا، وشهر رمضان المبارك على الأبواب، وذلك يعني المزيد من هذه الظواهر حيث اختفاء او ارتفاع أسعار السلع الرمضانية استغلالا من قبل بعض التجار الجشعين لحاجة المستهلك في هذا الشهر الفضيل تحديدا. ويبدو أن من أسباب الاحتكار أيضا إجبار الناس على شراء منتج بعينه وبسعر يحدده البائع فوق السعر السابق ووفقا لرغبة التاجر فقط. لذلك نقول ان على عاتق وزارة التجارة والصناعة دور مهم اتجاه المستهلكين بشأن تحديد الأسعار وتوفير جميع السلع في الأسواق، وعند اختفاء المنتجات يجب توضيح الاسباب الحقيقية وراء شح هذا المنتج أو غيره وإيجاد البديل له من قبل الوزارة، ومحاسبة من يخفي تلك السلع عمداً ويتلاعب بأسعارها، وهذا أمر ضروري ورادع قوي لجشع بعض التجار. كما أن هناك حلولا أخرى لانهاء الاحتكار منها إيجاد القوانين الرادعة، بالإضافة إلى فتح المجال لاستقبال منتجات جديدة ذات جودة وسعر أفضل لخلق سوق تنافسي يصب في صالح المستهلك في النهاية. أضف لذلك نحن كمستهلكين علينا دور كبير جدا من ناحية ترك السلع المبالغ في سعرها وإيجاد المنتج البديل والارخص، فالأسواق مليئة بالمنتجات رخيصة الثمن. لذلك لابد من إجراءات سريعة لكسر هذا الاحتكار ومحاسبة المحتكرين. وعلينا أن نتذكر أن الشريعة الإسلامية تحارب الاحتكار فهو محرم دينيا لأنه يؤذي الناس ويصعب عليهم وجود السلع، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم؛ «من احتكر فهو خاطئ»، يعني فهو آثم. ونحن كمستهلكين يجب علينا الا نشجع هذا الاحتكار بعدم الشراء بهذا السعر المبالغ به وفي ظل وجود بدائل مناسبة وايضا في ظل وجود فئة من التجار الذين يخافون الله ويراعون تعاليمه في التعامل التجاري ويرضون بهامش ربح بسيط حتى لا يثقلوا كواهل الأسر. وعلينا تشجيعهم والاقبال على منتجاتهم وندعو الله أن يبارك لهم في تجارتهم. وأخيرا.. نرى ان الاحتكار لا يفيد المجتمع ولا يسمح للمستهلك بالمنافسة الحرة وبمناسبة قرب الشهر الكريم ندعو الجميع للتعاون على هذا الصعيد وكل عام والجميع بخير... كل هذا بيني وبينكم.