31 أكتوبر 2025

تسجيل

صورة الأقليات النمطية

02 مارس 2016

تعتبر وسائل الإعلام أداة قوية لتشكيل الصورة النمطية، فهي تساعد على تشكيل الطريقة التي يرى ويفهم بها جماعة أو مجتمع أو دولة أمام الجمهور المستهلك، سواء تعرض هذا الجمهور إلى وسائل الإعلام بمستوى كبير أو صغير، وبالتالي تأثر بها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وتتنوع هذه التأثيرات بين السلبي والإيجابي حسب الظروف المصاحبة، ويلعب التوقيت والطريقة التي يتلقى بها الجمهور ما يعرضه الإعلام، دوراً كبيراً في هذه الحالة.ولعقود من الزمن، دأبت وسائل الإعلام ومصانع الأخبار وشركات السينما الضخمة في هوليوود، على إنتاج وتصوير وتصدير الصور النمطية المختلفة في قالب جامد، وقد واجه الكثير من الأعراق والجنسيات والأقليات بسبب الصورة النمطية السلبية تمييزا ضدهم، تشكل في بنية المجتمع وفي صياغة القوانين وفي عقول وقلوب رجل الشارع، والمقصود به الإنسان البسيط وصاحب الأفق المحدود. وكما عانت مجموعات عديدة من مختلف الأعراق في دول العالم من تأثير الصورة النمطية على حياتهم وطريقة التعامل معهم في الثقافة الأمريكية، عانت أيضا الأقليات التي تعيش في أمريكا ذاتها من التنميط والأحكام المسبقة كالأمريكيين من الأصول الهندية الأمريكية (Native — Americans)، الأفريقية (African — Americans)، والآسيوية (Asian — American)، والأسبانية (Spanish — American)، واليابانية (Japanese — Americans)، الأيرلندية (Irish — Americans)، والإيطالية (Italian — American)، ومن الأديان اليهودية (Judaism)، البوذية (Buddhism)، والهندوسية (Hinduism)، ومن الطوائف الطائفة الكاثوليكية (Catholic)، والمورمون (Mormon)، والآميش (Amish).إلا أن العديد من تلك الأقليات والجماعات والطوائف تمكنت من التخلص من تلك الصور النمطية ونجحت في إعادة رسم صورة لها أكثر توازنا وإنسانية، من خلال استثمار وسائل التغيير المتاحة بما فيها التعبئة السياسية والنشاطات الاجتماعية والمظاهرات الجماعية ورفع قضايا قانونية، وأيضا من خلال زيادة وعي الرأي العام واستخدام فنون العلاقات العامة ومهارات التعامل مع الوسائل الإعلامية والحملات الإعلانية والدعائية المتعددة، والاندماج والتفاعل الحضاري عبر الأجيال. ولكن الجالية العربية والمسلمة التي تعيش في غالبية البلدان الغربية والولايات المتحدة بالتحديد، ما زالت تعاني ولا تستطيع الخروج من عنق الزجاجة، وقد تكون الحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية في العقود الأخيرة خير شاهد على الأزمة التاريخية التي يعيشها العرب والمسلمون في النظرة السلبية والعنصرية تجاههم وقضاياهم ونحو التعامل معهم.