19 سبتمبر 2025

تسجيل

علاقات قطر واريتريا نحو فضاءات أرحب

02 مارس 2014

المتأمل في نهج السياسة الخارجية القطرية يجده ينطلق من مرتكزات مهمة؛ على رأسها العمل على تحقيق الأمن والسلم الدوليين؛ واحترام حقوق الإنسان؛ والإسهام بكل قوة في نشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ باعتبارهما الركيزة الأولى والأهم لتحقيق الاستقرار في عالم اليوم.وقد حظي انفتاح الدوحة على القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، في هذا الاتجاه بتقدير شعوب القارة؛ ونال المزيد من احترام قادتها للقيادة القطرية؛ وما يعزز من ذلك ما تتمتع به قيادة قطر من حنكة سياسية في التعامل مع القضايا الدولية؛ مما أكسبها ثقة أطراف الأسرة الدولية في أكثر من محفِل؛ سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي؛ وجعل الدوحة مؤهلة للعب دور فاعل ومؤثر عربياً ودولياً؛ وفق رؤية سياسية تنتهج الوضوح والواقعية؛ ودقة التقييم والتوازن السياسي. وفي هذا السياق جاءت المباحثات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والرئيس أفورقي أمس. والتي تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.والمتابع لملف القطرية ـ الأريترية يجده متجذراً منذ مواقف الدوحة، والشعب القطري الداعمة لثورة الكفاح المسلح الإريتري في القرن الماضي؛ ولم تتوقف العلاقات القطرية ـ الأريترية بعد التحرير؛ ولكنها ازدادت قوةً وتطوراً على كافة الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية.فعلى المستوى الدبلوماسي؛ تعتبر العلاقة بين الدوحة وأسمرا في أعلى مستوياتها من حيث التنسيق المستمر والزيارات المتبادلة؛ كما نجحت الدوحة وبفضل العلاقات المتنامية بين الدولتين في رأب الصدع بين أريتريا وبعض دول الجوار، حيث رعت الدوحة عدة اتفاقيات منها:تلك التي تمت عام 1999 وأدت إلى طي الخلاف بين الخرطوم وأسمرا؛ مما أدى إلى عودة العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة بينهما. وبعدها بثماني سنوات رعت قطر أيضاً المباحثات التي جمعت الرئيسين البشير وأفورقي؛ لتشهد الدوحة توقيع اتفاق لتنمية الحدود المشتركة بين السودان أريتيريا، وتعهدت قطر برعايتها لهذا المشروع، وتواصلت جهود ومواقف الدوحة، حيث تم في عام 2010 برعاية قطرية توقيع الاتفاق بين أريتريا وجيبوتي؛ بموجبه تم احتواء النزاع الحدودي بين الدولتين، وإرسال قوات حفظ سلام قطرية. وفي الجانب الاقتصادي لعبت قطر دوراً كبيراً في إنقاذ الاقتصاد الأريتري المنهك؛ وذلك من خلال ضخ الاستثمارات الكبيرة وخاصة في مجالات التعدين والسياحة.وعلاقات قطر وأريتريا آخذة في النمو نحو فضاءات أوسع وأرحب؛ وتبشر بمستقبل واعد بين الدوحة والقارة السمراء، المتطلعة إلى استثمارات قطر.