15 سبتمبر 2025
تسجيلما يفزره الفرد من خدمات تستند إلى رغبته الجادة بالعطاء؛ سعياً منه نحو الكشف عن شغفه بالمشاركة الحقيقية بنهضة مجتمعه هو كل ما يمكن بأن يُعرف بالعمل التطوعي وبأسمى حالاته، فهو التوجه الذي يميل إليه ويدفعه نحوه حاجة المجتمع إلى ما يترجم مدى تقدمه وازدهاره بين غيره من المجتمعات، حيث إن العمل التطوعي هو المؤشر الأساسي، الذي يكشف عن مدى تألقه جملة وتفصيلاً، خاصة أن تقدمه لا يعتمد على جهود الجهات الحكومية وحدها، بل تلك التي تُقدم طواعية؛ لخدمة الجميع دون السؤال عن أي مقابل سواه الأجر والثواب، والجميل أن العمل التطوعي ينبع من الإيمان التام بضرورة تضافر الجهود كافة وصبها في قالب يخدم الجميع ضمن منظومة متفقة النسق، وهو ما يجعل العمل التطوعي؛ وبسبب خجله في بعض المجتمعات بحاجة ماسة إلى من يفرد ثقافته على السطح؛ كي تتكاتف الجهود بشكل أكثر توسعاً، سنُحقق من بعده كل ما يتوجب علينا فعله وتقديمه. لقد وعدت بتسليط الضوء على موضوع (العمل التطوعي) وضرورة بثه كثقافة جادة في مجتمعنا، فالتطوع حاجة توفر تلبيتها حاجات أخرى يقوم عليها المجتمع، حيث إن العمل التطوعي يُخفف من أعباء مهام الدوائر الحكومية التي لا تستطيع تطبيق كل المهام دون أن تخضع العملية لتوزيع سليم، ولقسمة عادلة تنصف الجهود وأصحابها، وبالنسبة لطريقة بث هذه الثقافة الجميلة، فنحن بحاجة لتوفير عينات حقيقية تدعم العمل التطوعي وتقدمه؛ كي نُعطي البقية فرصة للتعرف عليه وبأي شكل من أشكاله، ولكننا ومن قبل أن نفعل فإننا بحاجة لمعرفة طبيعة ما سنروج له، وما سنتطوع به، ومدى تأثيره، وقدرته على تطوير المجتمع، وتغييره للأفضل، حيث أن تحديد السبل التي يمكننا بها بث ثقافة التطوع، تأتي في مرحلة لاحقة تعقب مرحلة تحديد هوية التطوع، وهوية ما نرغب بالتطوع به، أي كل ما يحدده كل متطوع يرغب بتحقيق كل ما سبق. لقد عمدت هذه المرة إلى تسليط الضوء على بث ثقافة التطوع في المجتمع دون تحديد ما سنتطوع به؛ لأن التطوع لا يكون إلا بما سيُضيف على الآخرين، وهو الشرط الذي يحدد جودة ما سيُقدم، أي أنه ما سيأخذنا للمرحلة اللاحقة التي تشمل (الكيفية)، التي تدركونها جيداً أكثر من غيركم؛ لأنه يعتمد عليكم قبل أي شيء، وهو تماماً ما سندركه معاً من خلال الزاوية الثالثة هذا اليوم، فإليكم ما هو لكم. *كلمات من القلب التطوع لا يحتاج إلى خطة نتقدم بها، ولكن رغبة تتقدم بنا؛ لقطف ثمار التطوع في المجتمع؛ لذا فلنبحث عن تلك الرغبة في أعماقنا؛ لنغير بها خريطة العطاء، وذلك حين نجد تلك الرغبة التي ومتى وُجدت؛ لوجدنا كل ما نبحث عنه.