14 سبتمبر 2025
تسجيلفي المقال الفائت وضعنا تصورا جزئيا لما كان عليه حال العالم تجاه المرأة قبل الإسلام، وأوضح المقال كيف كانت المرأة أسير المحبسين الجهل والفقر بل والإنسانية كذلك، ثم جاء الفجر الجديد وأشرقت الشمس بنور الإسلام الساطع فأعطى للمرأة من الحقوق ما لم يمنحه العالم القديم ولا الحديث، فالأول منهما أرادها عبدة مستزلة والثاني أراد نقلها من عصر الحريم إلى الحرام، ونظرة على وضع المرأة واستغلالها في أوروبا وأمريكا يظهر لكل ذي عقل كيف استغلها هؤلاء حتى صارت عرضا يباع ويشترى. أتى الإسلام ليقرر عدة قواعد سجلها كتابه المجيد حين قال في الحقوق المتبادلة (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف) وفي المعايشة والممارسة الحياتية (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وقوله (فَلا تَعْضُلـُوهُنَّ) وقوله (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ) وقرر مبدأ السكنى للمرأة وحقها فيه فقال (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) وحذر من الضرر الواقع عليها في قوله (وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضـَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) وحذر من اتخاذها عرضا فقال (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)، وأكد حقها في الذمة المالية، مشيرا إلى عدم جواز الأخذ من مالها كرها (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـاً) ومجرما عضلها فقال ( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن). وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يعد عند العرب - ولا يزال عند البعض - خبيئة ينبغي أن تستر وهو البوح بمحبة الزوجة والحديث في ذلك فقد سأل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك؟ قال: "عائشة " وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية، فيقول: "اذهبوا بها على فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة" وأكد قاعدة الوفاء فقال: (استوصوا بالنساء خيراً) وهو القائل: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر). وهذا شعار أسسه الإسلام وأطلقه محمد صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله: (إنما النساء شقائق الرجال) بل أكد أمرا نفسيا يخص الرجل حين جعل النفقة على الزوجة قربة من القرب التي يتقرب العبد بها إلى ربه فقال: (أعظمها أجرا الدينـار الذي تنفقه على أهلك) وهو القائل (وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك) وفي المقال المقبل نتعرض لمزيد من التوضيح والله ولي التوفيق.