28 أكتوبر 2025
تسجيلسبق لي وأن تحدثت عن مشروع (إعفاف) بآخر لقاء جمعني بكم، فكان ذاك الذي تجلى في صورة حفنة من المعلومات التي تحدثت عنها بشكل عام وخاطف، أي دون الغوص في بحر المشروع ذاته؛ للتحدث عما يحمله بين طياته وبتفصيل أكثر يسمح للمتلقي بمعرفة ما يدور على خير وجه؛ كي يدرك حجم الجهود المبذولة في سبيل منح كل مُقبل على الزواج فرصة ذهبية ورخصة أسرية تؤهله وبشكل جيد؛ للدخول على حياة جديدة تحتاج لخبرات كثيرة (لا) تلحق بأصحابها بعد خوض سلسلة من التجارب الحياتية، ولكنها والفضل لـ (إعفاف) تُقدم لهم منذ البداية، التي يتم فيها دمج العديد من الخبرات المُهداة للمقبلين على الزواج على هيئة دورات تدريبية تهدف إلى صقل القدرات، وتوجيه الطاقات نحو المسارات الصحيحة، التي تُبشر بحياة سعيدة من الممكن ضبطها والتحكم بأطرافها ومنذ البداية المطلقة، التي لن تسمح للأوضاع بالتفاقم وبشكلٍ سيئ سيؤدي وفي نهاية المطاف إلى حل بغيض سيُغضب كل متورط به، وسيقلب حياته رأساً على عقب، وكان من الممكن تفاديه وتجاوز لحظة بلوغه بالفوز بفرصة ذهبية كتلك التي تشع من مشروع (إعفاف)، الذي يسد حاجات المُقبل على الزواج المادية والمعنوية أيضاً، والحق أن التطرق إلى هذه الجهود هو واجب يقع على عاتق كل قلم مسؤول (مسؤول) يدرك تماماً جدية هذه الخطوة العظيمة؛ لتأسيس وبناء قاعدة أساسية لحياة ستقوم على ظهرها كما ستنبثق منها حياة أخرى تحتاج لبداية صحيحة سبق وأن كانت من خلال مشروع (إعفاف) الذي يعف كل مقبل عليه عن السؤال ويُعفيه منه، والسؤال الذي نتحدث عنه هو: ذاك الذي يُطرح؛ بحثاً عن النصائح الكفيلة بحل المشاكل التي قد تعترض الطريق وتقطعه دون أن تسمح بفرصة واحدة للنجاة منها، وهي تلك التي تُقدم خالصة ولوجه الله تعالى، ودون أن تبحث عن مقابل يقابلها سوى الاعتماد على تلك النصائح، والعودة إليها بين الحين والآخر كمرجع تخجل منه كل الأسباب القابلة للاشتعال والقادرة على خلق مصيبة خانقة ستقف عند حدها بعد أن تتم السيطرة عليها من قِبل ذاك المرجع الذي سبق وأن تحدثت عنه والمُتمثل بكل ما يقدمه مشروع (إعفاف).من الجيد أن نجد مبادرات عظيمة تهدف إلى تطوير الأفراد، والارتقاء بهم؛ تلبية لنداء الواجب الوطني الحريص على تقديم نماذج بشرية واعية، ناضجة، وقادرة على إدارة الأمور كما يجب؛ لذا وحين تتقدم (مؤسسة راف) بهذه البادرة الرائعة فلاشك بأنها تستحق وفي المقابل ما يقابل جهودها من دعم لها حتى وإن مضت في طريقها وتوجهت قوافل العمل نحو المهام الأساسية التي نترقب نتائجها؛ لندرك الفرق الذي أحدثته وسعت إليه فعلاً. إن الدعم الذي سأتقدم به من خلال هذا العمود في هذا اليوم، هو تعريف الجمهور بهذا المشروع؛ لإدراك كيفية سير الأمور، بشرح أهميته، مبرراته، إضافة إلى أهدافه التي ستجعل من (يغفل) طبيعة مثل هذا المشروع الراقي والهادف جداً يدرك أهميته وما يتمتع به من قدرات ستجعله هدفاً لكل مُقبل على الزواج مستقبلاً لن يتأخر عنه، وسيحرص على الاستفادة منه كما يجب، وبما أن الحديث عن الفائدة فيسرني أن أحصرها لكم من خلال تعريفكم بالتالي:-أهمية المشروع: يتميز هذا المشروع بكونه يُلزم الشاب المُتقدم بطلب الدعم أن ينضم لدورة كاملة في (الثقافة الأسرية)، بحيث ينتظم في دورات متخصصة تشرف عليها إدارة خدمة المجتمع، وتركز على المحور: الشرعي، الاجتماعي، النفسي، الصحي، والاقتصادي. - مبررات المشروع: تزايد نسب العنوسة وتأخر الشباب عن الزواج. الارتفاع المتزايد في متطلبات وأعباء الزواج. التزايد الملحوظ في معدلات الطلاق. ضعف الثقافة الزوجية السلمية عند المقبلين على الزواج.- أهداف المشروع: خدمة المجتمع القطري من خلال تنمية ثروته البشرية، واعتماد التزويج كآلية؛ لتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي. إعفاف الشباب وتحصينهم عن مسببات الانحراف العاطفي والسلوكي. تصحيح بعض الرؤى والعادات التي تعرقل قيام أسرة مستقرة، أو تمنع استمرارها. رفع الوعي من خلال نشر الثقافة الأسرية السليمة.في المستقبل وللمستقبلعلى الرغم من أننا لن نختلف على حقيقة أن هذا المشروع يحمل من الفائدة الكثير، إلا أن نقطة أساسية أرغب بأن تؤخذ بعين الاعتبار في المستقبل وللمستقبل، ألا وهي ضرورة طرح هذه الدورات التدريبية على الجميع ودون أن تستهدف شريحة دون أخرى، وذلك حتى تعم الفائدة بشكل صحيح سيمد المجتمع بنماذج واعية وناضجة قادرة على تولي كل ما عليها من مهام على خير وجه نتطلع إليه، ونتطلع لمعرفة ما سيكون من بعده بإذن الله تعالى.