16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحقيقة أن في كل المجتمعات تجد هناك الكثير من الصراعات – وليس التنافس- التي قد تعمل على هدم البلد وتقويض أركانه، والكل يسعى للسيطرة على زمام المبادرة وأن تكون لديه مفاتيح اللعبة، وهذه الصراعات تكون بين قوى الفساد المختلفة من خلال محاولة طرف فيهم بسط نفوذه على الآخر، كمحاولة بعض التجار كسر تجار آخرين كي ينفردوا وحدهم بالساحة الاقتصادية وليكونوا هم المسيطرون على المشهد الاقتصادي، والشاهد على ذلك اختفاء عوائل تجارية كبيرة في هذه المجتمعات خاصة العربية والتي كانت متصدرة فترة من الزمن ثم برزت هيمنة عوائل جدد أصبحوا هم أصحاب اليد الطولى في الأمور الاقتصادية.وهناك صراع المشيخة الفاسدة فيما بينهم ليكون هو صاحب القرار والسلطان ويكون هو الأمر الناهي، وهو يستخدم في سبيل الوصول إلى غايته جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق مخططه حتى ولو كان على حساب أفراد من عائلته، وهم على أتم الاستعداد للتحالف مع أي كائن للقضاء على خصومه في المشيخة، فعندما نجد تحالف تجار فاسد، مع شيخ فاسد فإنه أمر غير مستغرب لأنهم يحققون أهدافهم وأغراضهم وطموحهم في الاستيلاء على (المال، والسلطة) وبمجرد انتهائهم من مصالحهم المشتركة تجدهم بقدرة قادر ألد الأعداء فيما بينهم، ويحاول كل منهم أن يكسر الآخر وينتقل الصراع بين طبقة التجار وبين الشيوخ في محاولة منهم لتكسير عظام بعضهم البعض.وبعدها ينتقل الصراع بينهم إلى وسائل الإعلام في محاولة لكل منهم ليكون له وسيلة في ضرب الآخر فعمد بعض التجار وبعض المشايخ لإيجاد قنوات إعلامية تخدم مصالحهم وتوجهاتهم وتكون أداة من أدوات بسط النفوذ، وللأسف الخاسر الوحيد في هذا الصراع المجتمعات والأوطان والطبقة الوسطى من أبناء المجتمع الذين تحاول كل من هذه القوى استمالة البعض منهم وتجنيده ضمن جنوده ليكون الوقود الذي يستخدمه في النزاع بينه وبين خصومه، وهو هنا – المتنفذ- يستخدمهم لضرب الطرف المنافس له فتجدهم يبرزون شخصيات ليس لها أثر أو دور على خارطة المجتمع ليكونوا هم أبواقهم في وسائل الإعلام لتوجيههم ضد خصومهم، في محاولة لتفتيتهم وزعزعتهم وخلخلتهم.في مجتمعاتنا العربية وفي هذه الفترة بالذات اجتمعت كل القوى الفاسدة في خندق واحد وما كان لهم أن يجتمعوا لولا أنهم أحسوا بالخوف على مصالحهم واهتزاز عروشهم وسلطانهم، عندما ظهرت قوى إصلاحية على المشهد السياسي تتكون من نواب شرفاء وقوى وطنية مخلصة، وتيار شبابي متحمس جارف، عندها أحست هذه القوى الفاسدة بالخوف فأصبحوا يتفقون على ما كان عندهم سابقا من المحرمات – وهو اجتماعهم مع بعض- وساعدهم في ذلك المرتزقة الذين يسعون للوصول الظهور بأي شكل دون مراعاة لمبادئ أو قيم أو أخلاق.ولتحقيق غرضهم بإسكات هذه التيارات الإصلاحية سخروا كل أنواع الدجل والردح، فأخذوا يسوقون التهم الباطلة والافتراءات على كل ما هو إصلاحي لأنهم مصابون بـما يمكن أن نسميه "فوبيا الإصلاح"، وأصبحت لغة التخوين على لسان أبواقهم لدرجة أنهم ذهبوا إلى اتهامهم بمحاولة الانقلاب على أنظمة الحكم، ولم تستلم كذلك أعراض المصلحين من التشويه والطعن والتشكيك، وبلغ الكيد أشده عندما تم تسخير القانون لخدمتهم في ضرب قوى الإصلاح. ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هذه حلقة من حلقات الصراع القديم الحاضر المستمر بين الحق والباطل، وبين قوى الخير وقوى الشر، فلا يغتر الباطل وأهله من أنهم قد كسبوا جولة منها ولو في ظاهر الأمر، ولكن المهم كما يقول الخواتيم، ونكرر الحقيقة التي لا يمكن أن تزيف ولا تطمس مهما حاول ذلك الكارهون، إنها قوله تعالى: (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) [ سورة الرعد: 17]. كاتب كويتي