21 سبتمبر 2025
تسجيللا يكاد يمر يوم دون أن يهتز مكان ما في العالم جراء وقوع تفجير أو حادث إرهابي، وآخر تلك الحوادث المروعة، حادث الطعن الذي وقع في محطة قطارات مانشستر الإنجليزية وأدى إلى سقوط جرحى، والتفجير الذي وقع في مدخل مركز تسوق في مدينة كوتاباتو جنوبي الفلبين، وهي أحداث كانت محل إدانة واستنكار دولة قطر انطلاقا من موقفها الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب وصوره، في أي مكان في العالم، ومهما كانت الدوافع والأسباب. لقد بات الإرهاب يشكل أحد أبرز التحديات التي يواجهها العالم لما يمثله من تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين، وهو أمر يستوجب، ليس فقط التعاون الدولي في محاربة التطرف العنيف والارهاب والتصدي لهما بحزم وصرامـة، وإنما أيضا بذل المزيد من الجهود العالمية المنسقة لمعالجة جذوره ومسبباته والبحث في الخلفيات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تسهم في توليده، والعمل بجدية لتحقيق تسويات عادلة للقضايا العالقة التي تغذي مشاعر الغضب والإحبـاط. إن دولة قطر التي تضع مكافحة الإرهاب ضمن أولويات سياستها سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، ورغم دورها الفاعل في كافة الجهود الدولية والإقليمية ذات الصلـة بالحرب على الارهاب، لا تألو جهدا في التركيز على القضاء على جذور الإرهاب، حيث تدرك قطر أن الوسائل الأمنية والعسكرية، ليست كافية لوحدها في التصدي لهذه الظاهرة، وذلك بمنع وقوع الاطفال والشباب في مناطق الصراعات للأيديولوجيات المتطرفة المشوَّهة في حال التقاعس عن انقاذهم، من خلال توفير فرص العمل والوظائف لأكثر من نصف مليون شاب، وفرص التعليم لحوالى عشرة ملايين طفل. إن الجهود المتعلقة باتباع نهج شامل للوقاية من التطرف، ينبغي أن تتسع وتتكامل بالمساهمة في حل النزاعات وترسيخ ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، وتوفير التعليم والتمكين الاقتصادي باعتبارها تشكل خط الدفاع الأول لنظام الأمن الجماعي