04 نوفمبر 2025
تسجيلعندما انطلقتْ بطولةُ كأسِ الخليجِ الثالثةُ والعشرونَ، اعتقدنا واهمينَ أنَّ (الأشقاء) سيخجلونَ قليلاً، ويردعهم الحياءُ من الكويتِ وسموِّ أميرها، فيخرجونَ من مستنقعِ الانحطاطِ والتخلفِ، ويحاولونَ الادِّعاءَ بأنَّ في نفوسهم ذرةً من أدبٍ وأخلاقٍ. لكن طباعَ السوءِ تغلبتْ عليهم، فازدادوا انغماساً في المستنقعِ، مستمتعينَ بالتمرغِ في أوحاله التي لوثتْ خليجنا، وأضعفتْ إيمانَ شعوبهِ بالبيتِ الخليجيِّ الواحدِ، والمصيرِ المشتركِ. ولنضربْ أمثلةً تبينُ ذلك: 1) مُهَرِّجُ القصرِ، الزَّمَّارُ تركي آل الشيخ: الذي أثبتَ أنَّ انعدامَ الأخلاقِ، والسفاهةَ، وضحالةَ الوعي السياسيِّ، هي المؤهلاتُ المطلوبةُ في عصرِ هيئةِ الترفيهِ ليصلَ الإنسانُ إلى أعلى المناصبِ في السعوديةِ. فهو ثقيلٌ على النفسِ بعجرفتهِ والأنا المتضخمةِ في نفسه، ولا يتمتعُ بثقافةٍ تؤهلهُ لمخاطبةِ الناسِ، ولا يتميزُ بلغةِ جسدٍ تبعثُ الهيبةَ في نفوسِ الناظرينَ إليه. والطريفُ في أمرهِ أنه يصرُّ على الإيحاءِ بأنه ناطقٌ باسمِ وليِّ العهدِ، مما يجعلنا نترحم على أيامٍ كانَ المسؤولونَ الكبارُ في المملكةِ مدركينَ لوزنها وتأثيرها ومكانتها، حريصينَ على الأخلاقِ الرفيعةِ في تعاملهم مع الدولِ والشعوبِ. أيامٌ أنهاها الرويبضاتُ الذين يمارسونَ عملهم كمستشارينَ في الديوانِ الملكيِّ وكأنه فرعٌ لروتانا. فتركي المنتفخَ بكبرياءِ زائفةٍ، لم يترك مناسبةً إلا وأظهرَ فيها شعوره بالضعةِ والهوانِ أمامَ قطرَ بسموها الأخلاقيِّ، ومكانتها في قلوبِ الشعوبِ. ففي بطولةِ الشطرنجِ العالميةِ بالرياضِ، لم يستطعْ الخلاصَ من سوقيته واضمحلالِ الأخلاقِ في نفسهِ، فاستغلَّ المناسبةَ للحديثِ عن بلادنا بوصفها (دويلة) لا شأنَ لها، وأنه عيَّنَ مسؤولاً صغيراً بمركزٍ صحيٍّ بالرياضِ ليتعاملَ مع القطريينَ. وبالطبعِ، فإنَّ الرعاعَ من إعلاميي وتويتريي المملكةِ وإمارةِ دحلانَ هللوا لسخافته، وتدافعوا لينالوا رضا (سموهِ الملكيِّ)، في حالةٍ عكستْ مدى الانحطاطِ واللاوعي التي استبدتْ بالمملكةِ اللاهيةِ بالحفلاتِ، والمندفعةِ للانسلاخِ عن الإسلامِ والعروبةِ، بينما يستشهدُ جنودها على الحدِّ الجنوبيِّ، وكأنهم مجردُ أرقامٍ تم محوها من السجلاتِ، وليسوا أربابَ أسرٍ تتمنى لو عبرتِ القيادةُ والمسؤولون والمواطنونَ عن الحزنِ والتقديرِ لتضحيتهم بأرواحهم بدلاً من الاكتفاءِ برثاءٍ هزيلٍ في الصفحاتِ الداخليةِ للصحفِ لن يعينها على مواجهةِ الفقرِ والحرمانِ في عصرِ الضرائبِ والغلاءِ وانعدامِ الرؤيةِ والثلاثمائةِ ريالٍ التي (تمنُّ) بها الدولةُ على مواطنيها كحسابٍ لكلِّ مواطنٍ. 2) المتحذلقُ الدحلانيُّ عدنان الحمادي: وهو إعلاميٌّ رياضيٌّ جاوزَ الخمسينَ منَ العمرِ لكنه لم يكتسبْ طوالَ عمرهِ أخلاقاً تمنعه عن الانحناءِ للدحلانيينَ حكامِ إمارةِ الظلامِ والخرابِ أبوظبي فبعدَ خروجِ منتخبنا من كأسِ الخليجِ المقامةِ بالكويتِ إثرَ تعادله مع المنتخبِ البحرينيِّ، خرجَ علينا بأوحالِ الحقارةِ التي تلوثُ الإمارةَ وإعلامها، ليشكرَ البحرينيينَ على إخراجِ منتخبِ (الدويلةِ) التي لا تنتمي للخليجِ، كما قالَ عن بلادنا الحبيبةِ. ولم يكن ما قاله غريباً عن أخلاقِ قادةِ إمارةِ دحلانَ وذيولهم من قطعانِ الإعلاميينَ الإماراتيينَ الذينَ يمثلونَ جزءاً من منظومةٍ صهيوعربيةٍ تعملُ ضد الإسلامِ والعروبةِ، ولا تريدُ نوراً في حياةِ الأمةِ، وكما نعلمُ فإنَّ بلادنا بقيادتها وشعبها هي أحدُ الأنوارِ القلائلِ التي تدفعُ ظلامَ الجاهليةِ والتخلفِ السعوديِّ الإماراتيِّ بعيداً عن خليجنا وأمتينا العربيةِ والإسلامية. 3) المسترجلُ عبد العزيز المريسل: وهو يعكسُ اندثارَ وانحطاطَ البنى الأخلاقيةِ للإعلامِ السعوديِّ الذي يسيرُ على خطى قيادته المنصاعةِ لحكامِ إمارةِ دحلانَ في النظرِ إلى الشعوبِ على أنها بلا كرامةٍ وطنيةٍ، وأنَّ المالَ الحرامَ يستطيعُ شراءَ الجميعِ. فقد خرجَ في لقاءٍ تلفزيونيٍّ، قبل مباراةِ منتخبنا والمنتخبِ البحرينيِّ، ليقولَ إنه سيمنحُ كلَّ لاعبٍ بحرينيٍّ عشرة آلافِ ريالٍ لو فازَ منتخبُ البحرينِ على منتخبنا. وكم تمنينا لو أنه منحَ هذه المبالغَ لأسرِ شهداءِ المملكةِ، أو أسرِ العلماءِ والمفكرينَ المعتقلينَ، أو لليمنيينَ الذين فتك بهم المرضُ والجوعُ بسببِ الحربِ العبثيةِ على بلادهم. ولكننا نجدُ له العذرَ، لأنَّ الرجولةَ والإنسانيةَ والحقَّ أصبحتْ تهماً جاهزةً في عصرِ هيئةِ الترفيهِ الذي ارتفعَ فيه شأنُ الرويبضاتِ، وخفقتْ فيه راياتُ النفاقِ والكذبِ والانحطاطِ.