16 سبتمبر 2025
تسجيلفي أحد الأيام كنت أشاهد فيلما سينمائيا، نسيت اسمه، وكان عن شاب طيب يعمل موظفا في بنك، والتحق مصادفة بدورة تدريبية يقدمها رجل ملتح، وكانت بعنوان: قل نعم. إنها ببساطة فكرة أن لا تكون فظا ومعقدا، وتعقّد الأمور باستمرار، لدى من يطلب المساعدة، سواء كان ذلك في البيت أو العمل أو الطريق العام. "نعم" المطلوبة، هي رمز للتسامح وتقبّل الآخر والسعي معه لحل مشكلته إن كانت مادية أو معنوية. و"نعم"، هي أيضا رمز لازدهار صنعتك إن كانت لديك صنعة ولاستقرار عائلتك إن كانت لديك عائلة. هكذا فهم موظف البنك الشاب، ماذا تعني: نعم، وكيف سيقول نعم إن واجهه خيار أن يقولها أو يقول لا التي هي عكسها. امرأة شبه عمياء، تطلب مساعدته لعبور شارع خطر.. "نعم".. ويمسك بيدها، بكل لطف، إلى الجانب الآخر.. جار يطلب منه المساعدة في دفع سيارته القديمة المعطلة، فلا يتأفف.. "نعم"، وتدور عربة الجار، وفي قسم القروض في البنك الذي كان يديره بجفاف وقسوة وحسابات تجارية محضة، لسنوات، وتبدو "لا" الرفض حاضرة في أي وقت، و"نعم".. القبول بلا هوية، تقريبا، يجلس ساعات يفكر، ثم يقوم بتوظيف نعم الإيجابية، نعم الطيبة في كل الطلبات المؤجلة، وفي غضون وقت قليل ازدحم البنك بالعملاء، وازدهرت أعماله، ونال صاحب النعم الإيجابية، ترقية ومكافأة.هذه كانت الفكرة الرمز، وأظنني وجدتها فكرة عظيمة، لأنها جلست في ذهني سنوات، كما يبدو، وذات يوم كتبت شخصية: قسم السيد محارب، الرجل الطيب حامل النعم الإيجابية، التي يوزعها حتى للقطط والكلاب الضالة، وواجه بسببها مآزق كثيرة. هو هنا حارس أمن في فندق كبير، ولا علاقة له بالبنوك، وبيئة السودان وإفريقيا لا تشبه بيئة أمريكا بالطبع، ورواية تعاطف التي كان بطلا لها، لا تمت للفيلم السينمائي بصلة، فقط فكرة كبرى كانت جيدة، ويمكن استثمارها عشرات المرات، كما أعتقد.